أرقام تاريخية لقناة السويس لأول مرة.. ارتفاع حركة العبور إلى 5874 سفينة والإيرادات تتجه لمستويات قياسية
هل الأرقام القياسية اللي حققتها قناة السويس دي بداية لعودة كاملة لحركة الملاحة العالمية؟، وليه شركات الشحن الكبرى بدأت ترجع لقناة السويس بعد شهور من تغيير المسارات؟، وهل ارتفاع عدد السفن والإيرادات معناه إن أزمة البحر الأحمر انتهت فعلًا؟، وإزاي قناة السويس قدرت تتجاوز أزمات عالمية ضخمة زي كورونا وجنوح إيفرجيفين والحروب الدولية؟
اللي بيحصل دلوقتي في قناة السويس مش رقم عادي، ده تحول كبير وانتعاشة حقيقية رجعّت القناة لمكانتها الطبيعية كأهم ممر ملاحي في العالم.
من بداية شهر يوليو اللي فات، حركة الملاحة في قناة السويس بدأت تتحسن بشكل واضح، ومع الوقت الأرقام كبرت وبقت تتكلم لوحدها.. وبحسب بيانات هيئة قناة السويس، عدد السفن اللي عدّت القناة وصل لـ 5874 سفينة، بحمولات صافية ضخمة وصلت لـ 247 مليون طن، وده انعكس مباشرة على الإيرادات اللي سجلت حوالي 1.97 مليار دولار خلال الفترة دي.
لو قارنا الأرقام دي بنفس الفترة من السنة اللي فاتت، هنلاقي فرق واضح: عدد السفن زاد بنسبة أكتر من 5%، والحمولات زادت حوالي 14%، والأهم بقى إن الإيرادات ارتفعت بنسبة 17.5%.. وده معناه أن القناة رجعت تستعيد قوتها واحدة واحدة بعد فترة صعبة عدّت بيها.
التحسن ده مش جاي من فراغ، لكنه مؤشر مهم على تعافي التجارة العالمية، وعودة الثقة من كبرى شركات الشحن في قناة السويس، خصوصًا بعد كل اللي حصل من أزمات عالمية، سواء كورونا، أو جنوح السفينة إيفرجيفين، أو الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرًا التوترات اللي حصلت في البحر الأحمر.
الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أكد أن اللي جاي أحسن، وقال إن التوقعات بتشير إن إيرادات القناة ممكن توصل لـ 8 مليارات دولار في السنة المالية 2025/2026، ومع استمرار التطوير وتنويع الخدمات، الرقم ده ممكن يزيد ويوصل لـ 10 مليارات دولار بحلول 2027/2028.
والأرقام بتقول أن قناة السويس حققت خلال الفترة من 2019 لحد 2024 إيرادات إجمالية وصلت لـ 40 مليار دولار، وده بيأكد أنها واحد من أهم مصادر العملة الصعبة لمصر، وإنها قدرت تصمد وتتعافى رغم كل التحديات.
القناة كمان مش واقفة عند مجرد عبور سفن وبس، دي شغالة على توسيع خدماتها البحرية، زي الصيانة، وإصلاح السفن، وتبديل الأطقم، ومكافحة التلوث، وإزالة المخلفات، علشان تبقى مركز لوجستي متكامل يخدم شركات الملاحة العالمية.
ومن أهم المؤشرات الإيجابية، إعلان شركة هاباج لويد الألمانية، واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، إنها بدأت فعليًا العد التنازلي للعودة للإبحار عبر قناة السويس بعد أكتر من سنة من تغيير المسار.. الشركة قالت إن العودة هتكون تدريجية خلال فترة من 60 لـ 90 يوم علشان تضمن تشغيل آمن ومنظم.
فاكرين ليه الشركات كانت بعدت؟ من نهاية 2023، بسبب الهجمات في البحر الأحمر، كتير من الخطوط اضطرت تغير مسارها وتلف من رأس الرجاء الصالح، بتكلفة أعلى ووقت أطول.. لكن دلوقتي ومع تحسن الأوضاع الأمنية واتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الملاحة بدأت ترجع تاني.
يعني من الآخر، قناة السويس مش بس رجعت للأرقام الكبيرة، دي بتثبت إنها رقم صعب في معادلة التجارة العالمية، وإنها قادرة تتجاوز الأزمات وترجع أقوى، وتفضل شريان أساسي للاقتصاد المصري ولسلاسل الإمداد في العالم كله.
