الجمعة 28 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

​10 ملايين متر مكعب يوميا.. مصر تبني "نهرا ثانيا" وتؤمن مستقبلها المائي بمعجزة هندسية

الخميس 27/نوفمبر/2025 - 11:00 م
تحلية مياه البحر
تحلية مياه البحر

من سنين ومصر بتدور على حلول ذكية ومستدامة علشان تواجه تحديات المية، ومع زيادة السكان، وتغير المناخ، والضغط على نهر النيل، كان لازم يظهر طريق جديد.. طريق يبني "نهر تاني" بس بأيد هندسة وتقنية، النهارده مشروع تحلية مياه البحر بقى واحد من أكبر مشاريع المستقبل في مصر، ومعاه حلم تأمين المية بقى أقرب من أي وقت.

الفكرة بدأت بسيطة.. "ليه نستنى المطر أو نعتمد على النيل بس؟ ما البحر قدامنا، والمية موجودة، ليه ما نستغلهاش؟" ومع التطور الهائل في تقنيات التحلية، مصر دخلت بقوة في سباق جديد لبناء شبكة ضخمة من محطات التحلية على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط.

دلوقتي إجمالي إنتاج محطات التحلية اللي اتنفذت أو تحت التنفيذ وصل لـ 1.7 مليون متر مكعب يوميًا، رقم كبير، لكن اللي جاي أكبر وأضخم.. لأن الخطة بتقول إن الإنتاج هيوصل لـ 10 ملايين متر مكعب يوميًا خلال السنين الجاية، وده رقم يقرب فعلاً من إننا نبني "نهر صناعي" تاني جنب النيل.

التحول ده مش بس للمية الشرب.. لكن كمان للزراعة، مدينة العلمين الجديدة بقت نموذج حي لفكرة إن المية المحلاة ممكن تروي خضار وفاكهة بجودة عالية، وفي تجارب دلوقتي بتتعمل على أنواع محاصيل قليلة الاستهلاك للمية، وبتتحمل الحرارة، وبتناسب طبيعة تربة الساحل الشمالي.

ومركز البحوث الزراعية بيشتغل على دراسات للتربة والمية هناك، وبيحدد "تركيبة محصولية" مناسبة.. يعني إيه؟ يعني إيه نزرع، وقد إيه، وإزاي نخلي المحصول يعيش في بيئة مش معتادة على الزراعة من الأساس، وده بيفتح باب جديد للاستثمار الزراعي في مناطق محدش كان متخيل إنها تنفع للزراعة أصلا.

بس اللي بيحصل مش صدفة.. الدولة خصصت أراضي ضخمة ومحسوبة بدقة لإنشاء محطات التحلية لحد سنة 2050، وده معناه إن المشروع مش وقتي، لكنه رؤية طويلة المدى.

الأراضي دي موزعة على أكتر من محافظة:
رأس غارب في البحر الأحمر: 9 أفدنة
مرسى علم: حوالي 2000 متر مربع
قناة السويس: 235 فدان
برج العرب في الإسكندرية: 63 فدان
العلمين – مطروح: حوالي 15 فدان.

والأماكن دي مش مختارة عشوائي، دي نقاط استراتيجية قريبة من المدن الجديدة، والمناطق الصناعية، والمجتمعات اللي بتكبر كل يوم وبتحتاج مية مستدامة.

الأهم إن مصر فاتحة الباب للقطاع الخاص يدخل بقوة ويشارك في إنشاء وتشغيل محطات التحلية بنظام الشراكة، وده معناه تمويل أسرع، تكنولوجيا أحدث، وخدمات بجودة أعلى.

ومع التوسع ده، التحلية مش بس بقت مصدر مية، لكن كمان وسيلة لخلق فرص شغل، وتنمية مدن جديدة، وتقليل الضغط عن النيل، وضمان مستقبل مائي آمن.

يعني باختصار اللي مصر بتعمله النهارده هو استثمار في بكرة، بناء "نهر جديد" مش من الجريان الطبيعي، لكن من الهندسة والابتكار، ومن رؤية شايفة المستقبل وبتستعدله من دلوقتي.