باريس تحطم القيود.. شركة فرنسية تصمم 5 محطات مترو تربط هليوبوليس بمطار القاهرة
تخيل معايا إنك واقف في محطة هليوبوليس، وفي خلال دقايق هتكون ماشي بعربيتك جوه نفق حديث، مكيف، من غير زحمة صلاح سالم ولا لفات طريق النزهة.. وفجأة تلاقي نفسك عند مباني الركاب في مطار القاهرة!
ده مش حلم.. ده مشروع بدأت ملامحه تتكوّن فعليًا، بعد ما شركة فينسي الفرنسية وتحالف ضخم من الشركات قرروا يدخلوا على خط التنفيذ ويخلصوا تصميمات أول وصلة مترو في تاريخ مصر تربط القاهرة مباشرة بالمطار.
القاهرة داخلة على نقلة كبيرة جدًا في عالم النقل، ويمكن النقلة دي هتغير شكل الحركة اليومية فيها للأبد، الفكرة ببساطة إن الخط الثالث للمترو اللي كل شوية بيمتد ويكبر، داخل دلوقتي على مرحلة جديدة اسمها 4C.. مرحلة نفقية كاملة هتمشي من محطة هليوبوليس لحد مطار القاهرة الدولي، عن طريق خمس محطات تحت الأرض معمولين بتصميمات حديثة ومواصفات عالمية.
الشغل ده ماسكاه شركة فينسي الفرنسية، واللي معروفة أصلاً إنها من أكتر الشركات خبرة في الأنفاق والمتروهات في العالم، لكن المميز هنا إن فينسي مش لوحدها.. معاها تحالف تقيل: "بويج"، "أوراسكوم للإنشاءات"، و"المقاولون العرب"، التحالف ده هو نفس الفريق اللي نفّذ التلت مراحل اللي فاتوا من الخط الثالث، وده معناه إن الجزء الجديد هيمشي بنفس أنظمة الإشارات والاتصالات والتحكم، من غير اختلاف ولا فجوات ولا مشاكل.
وده سر مهم.. لأن أي خط مترو حديث لازم يكون "منظومة واحدة متناغمة"، مش كل محطة بنظام شكل ومحطة تانية بنظام تاني.
المرحلة 4C نفسها تعتبر محور نفق ضخم بيخترق قلب القاهرة لحد المطار، وبمنتهى البساطة المرحلة دي هتبقى أول ربط مباشر بين شبكة المترو والمطار، يعني من الآخر.. مشوار السفر اللي كان محتاج تاكسي أو عربية أو ساعة زحمة، هيبقى مجرد محطات معدودة فوق بعض.
المشروع كمان مش قائم لوحده.. لأ، هو جزء من خطة أكبر لدمج كل وسائل النقل الحديثة في شرق القاهرة: المونوريل، القطار الكهربائي الخفيف، والخط السادس اللي تحت التخطيط، وده معناه إن مطار القاهرة هيبقى نقطة محورية جوا شبكة نقل موحدة.. حاجة شبه اللي بنشوفها في المدن العالمية اللي بنحسدها على تنظيمها.
ولما نتكلم على العالم فده مش رفاهية، ده معيار. باريس عندها RER B موصل لشارل ديغول.. لندن موصلة هيثرو بخط "إليزابيث لاين".. إسطنبول عندها M11.. وطوكيو أصلاً النموذج الأكثر كفاءة في الدمج بين المترو والقطارات السريعة، ودلوقتي القاهرة داخلة ضمن القائمة دي.
والمكسب مش بس إنك توصل المطار أسرع.. لكن كمان إن الضغط هيخف عن صلاح سالم، النزهة، مدينة نصر، ومصر الجديدة، الطرق اللي حرفيًا بقت بنعاني فيها كل يوم.
الموضوع برضه بيغير واجهة العاصمة قدام السائحين والمسافرين.. أول ما ينزلوا من الطيارة يلاقوا مترو حديث، نظيف، مكيف، يوصلهم قلب المدينة من غير ما يفكروا في زحمة أو فوضى.
دلوقتي فريق فينسي شغال على التصميمات، والدولة بتقفل ملف التمويل وجدول التنفيذ.. ومع أول ضربة معول في الأرض، القاهرة هتبدأ مرحلة جديدة تمامًا في مجال الربط الدولي والنقل الحضري.
يعني باختصار المشروع ده هيخلي القاهرة تتحرك بشكل مختلف أسرع، أنظف، وأقرب للعالم.
