«شل» تتعاقد على شراء 100 ألف برميل بنزين من بيرتامينا الإندونيسية
تواصل سوق الوقود الإندونيسية جذب اهتمام الشركات الدولية في ظل الضغوط المتزايدة على إمدادات البنزين، حيث أعلنت وزارة الطاقة الإندونيسية أن شركة شل لتجارة الوقود أبرمت عقدًا جديدًا لشراء 100 ألف برميل من البنزين من شركة بيرتامينا الحكومية، وذلك حسب تصريحات نائب وزير الطاقة يوليوت تانجونغ يوم الثلاثاء. وتُعد هذه الصفقة أحدث التحركات الرامية إلى سد فجوات المعروض التي ظهرت في السوق خلال الشهور الأخيرة، بعد تقييد الحكومة حصص الاستيراد لموزعي الوقود.
وتعاني السوق الإندونيسية منذ بداية العام من نقص ملحوظ في بعض أنواع الوقود نتيجة تطبيق نظام حصص استيراد صارم فرضته الحكومة بهدف تنظيم سوق الطاقة وتقليل الاعتماد على واردات المنتجات النفطية. ونظرًا لهذه القيود، أبلغت الجهات الحكومية شركات توزيع الوقود الخاصة بضرورة تنفيذ عمليات الاستيراد عبر بيرتامينا بصفتها الجهة الرئيسية المخولة بإدارة المشتريات الدولية، وهو ما ترتب عليه نقص معروض في محطات الوقود التابعة للشركات الخاصة في عدة مناطق بالبلاد.
وتأتي صفقة شل بعد سلسلة اتفاقيات مماثلة أبرمتها بيرتامينا في الأسبوعين الماضيين لتزويد شركات أخرى العاملة في سوق التجزئة الإندونيسية. فقد أعلنت الشركة التجارية التابعة لبيرتامينا يوم الاثنين أنها باعت 100 ألف برميل من البنزين لشركة PT Vivo Energi Indonesia، التابعة لمجموعة فيتول العالمية، والتي واجهت هي الأخرى تحديات في تأمين الإمدادات المستوردة بعد تطبيق قيود الحصص.
كما شهد الشهر الماضي إبرام صفقة مشابهة، حيث وقعت شركة BP-AKR المشغلة لمحطات BP في أواخر أكتوبر اتفاقًا مع بيرتامينا لشراء 100 ألف برميل من البنزين بهدف تعزيز المخزونات وضمان استمرار تزويد شبكتها بالوقود دون انقطاع.
وفي الوقت الذي أكدت فيه بيرتامينا استكمال الاتفاق، لم تصدر شل أي تصريح رسمي بشأن الصفقة، بينما اكتفى نائب وزير الطاقة بالتأكيد على إتمام الاتفاق دون الكشف عن تفاصيل إضافية تتعلق بالسعر أو موعد تسلم الشحنات. ويُتوقع أن يسهم هذا التعاقد في تقليل الضغوط على منشآت توزيع شل في السوق الإندونيسية والتي تأثرت خلال الأسابيع الأخيرة بتراجع كميات البنزين المتاحة لديها.
ويرى محللون أن هذه الاتفاقيات تشير إلى اتجاه حكومي لتعزيز مركز بيرتامينا كالمحور الأساسي لإعادة تنظيم سوق الوقود، وضمان عدم حدوث اضطرابات مماثلة خلال الفترات المقبلة. كما تأتي الخطوات الأخيرة في وقت تسعى فيه البلاد إلى تخفيض فاتورة واردات الطاقة وتحسين إدارة ميزان سوق الوقود، مع العمل بالتوازي على خطط لزيادة قدرات إنتاج الوقود المحلي.
وبحسب تقديرات غير رسمية، فإن استعادة مستويات الإمدادات الطبيعية في محطات التجزئة قد تستغرق بضعة أسابيع، خاصة في المناطق التي شهدت تأثرًا كبيرًا بنقص البنزين خلال الفترة الماضية.
