مباحثات «مصرية ـ فيتنامية» لدعم الاستثمارات والتجارة خلال قمة G20 بجوهانسبرج
على هامش مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة مجموعة العشرين (G20) لعام 2025 بمدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، عقد رئيس الوزراء لقاءً مهمًا مع فام مينه تشين، رئيس وزراء فيتنام، لبحث آفاق التعاون الثنائي ودفع العلاقات المصرية الفيتنامية إلى مستويات استراتيجية جديدة، وذلك بحضور السفير أحمد علي شريف، سفير مصر في جنوب أفريقيا، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج.
واستهل مدبولي اللقاء بالتأكيد على تقدير مصر لما تشهده العلاقات الثنائية من تطور متسارع، مشيرًا إلى رغبة القاهرة في البناء على ما تحقق في السنوات الماضية لتعزيز التعاون في جميع المجالات، الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية واللوجستية. كما أعرب عن إعجابه بالنموذج الاقتصادي لفيتنام والإنجازات التنموية التي حققتها، مؤكدًا أن القاهرة تسعى إلى الاستفادة من التجربة الفيتنامية في دعم القطاعات الإنتاجية وتحفيز الصادرات والتصنيع المحلي.
وأشار رئيس الوزراء إلى الدور المتنامي للشركات الفيتنامية العاملة في السوق المصرية، وفي مقدمتها شركة EUROPLAS للبلاستيك التي أنشأت مصنعًا بمدينة السادات وتدرس توسيع استثماراتها داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إضافة إلى شركة Song Hong التي دشنت مشروعًا مشتركًا مع شركة الجيزة للغزل والنسيج لإنشاء مصنع للملابس في أسوان. كما لفت إلى اهتمام شركات فيتنامية أخرى، مثل مجموعة Vin Group الرائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية، بالاستثمار في السوق المصرية بما يخدم توجهات الدولة نحو التطوير الصناعي والتحول إلى الطاقة النظيفة.
وأكد مدبولي أن مصر منفتحة على تطوير علاقات شاملة مع فيتنام، تضع في اعتبارها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للقاهرة، وانضمام مصر إلى العديد من اتفاقيات التجارة الحرة الإقليمية، بما يمنح السلع الفيتنامية قدرة على النفاذ إلى الأسواق العربية والأفريقية ذات الطلب المتزايد. وشدد على أهمية وضع خطة عمل تنفيذية مشتركة لترتيب أولويات التعاون الثنائي في المرحلة المقبلة.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء فيتنام عن تهنئته لمصر بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير ورفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية، مؤكدًا أن بلاده تتطلع إلى تطوير التعاون مع مصر في التجارة والصناعة والطاقة والنقل والتكنولوجيا. كما أعلن اهتمام بلاده ببحث توقيع اتفاق تجارة حرة مع القاهرة بهدف تعزيز التبادل التجاري واستغلال الإمكانات الهائلة بين الجانبين، مشيرًا إلى أن موقع فيتنام يمكن أن يمثل بوابة للسلع المصرية إلى أسواق جنوب شرق آسيا.
ولفت رئيس الوزراء الفيتنامي إلى رغبة بلاده في تيسير منح التأشيرات بين البلدين، خاصة للمستثمرين ورجال الأعمال، إلى جانب تبسيط إجراءات تأسيس الشركات الفيتنامية العاملة في مصر بما يدعم تدفق الاستثمارات. كما دعا إلى إنشاء لجنة عليا مشتركة لمتابعة مشروعات التعاون، وتعزيز الشراكات المباشرة بين القطاع الخاص في البلدين.
وفي ختام المباحثات، رحّب الدكتور مصطفى مدبولي بجميع المقترحات التي جرى طرحها، مؤكدًا استعداد مصر لاستقبال وفد من رجال الأعمال الفيتناميين لمتابعة المناقشات التفصيلية، مضيفًا أن القاهرة تولي اهتمامًا خاصًا بجذب الاستثمارات الفيتنامية في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصناعات المتقدمة.
