الذهب يواصل الهبوط مع قوة الدولار وتراجع رهانات خفض الفائدة الأمريكية
واصلت أسعار الذهب تراجعها للجلسة الرابعة على التوالي خلال تداولات اليوم الثلاثاء، تحت ضغط قوة الدولار وابتعاد المستثمرين عن الرهانات السابقة بخفض الفائدة الأمريكية الشهر المقبل، في ظل مؤشرات اقتصادية وسياسية دعمت الإبقاء على سياسة نقدية أكثر تشدداً.
وانخفض السعر الفوري للذهب بنسبة 0.9% إلى 4,010 دولارات للأونصة بحلول الساعة 04:44 بتوقيت غرينتش، فيما تراجعت عقود الذهب الأمريكية لتسليم ديسمبر بنسبة 1.6% إلى 4,009.20 دولار للأونصة، مواصلة موجة الهبوط التي تعرضت لها منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وقال إدوارد ماير، المحلل في شركة ماركس، إن قوة الدولار لعبت دورًا رئيسيًا في الضغط على أسعار المعدن النفيس، مضيفًا: «الدولار كان أقوى قليلاً اليوم، كما أن جزءاً من المراكز المضاربية تم تقليصه خلال الأسبوع الماضي، لذلك يبدو أن سوق الذهب في مرحلة تجميع». وأشار محللون إلى أن مستوى السيولة الحالية يعكس حذر المستثمرين قبيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة.
قوة الدولار تضغط على المعدن النفيس
واستقر الدولار أمام سلة العملات الرئيسية بعد قفزة حادة سجلها خلال الجلسة السابقة، وهو ما يزيد كلفة شراء الذهب للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى. ومع ارتفاع العملة الأمريكية، عادة ما يشهد الذهب ضغوطًا متزايدة نظرًا للعلاقة العكسية التقليدية بين الدولار والمعدن الأصفر.
وتعرضت الأسواق لضغط إضافي بعد التوصل إلى اتفاق بين المشرّعين الأميركيين ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة. فقد أدى توقف نشر البيانات الاقتصادية الرسمية خلال فترة الإغلاق إلى تراجع توقعات الخفض القريب للفائدة، حيث لم تتوفر مؤشرات جديدة تدعم موقف التيسير النقدي.
وقال فيليب جيفرسون، نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في تصريحات أمس الاثنين، إن البنك المركزي الأميركي بحاجة إلى «التقدم بحذر» في عمليات خفض الفائدة، ما اعتُبر رسالة واضحة للأسواق بضرورة تخفيض الرهانات على خطوة للفيدرالي في اجتماع ديسمبر المقبل.
رهانات خفض الفائدة تهبط من 100% إلى 42%
ووفق مذكرة تحليلية صادرة عن مجموعة «إيه إن زد»، تراجعت احتمالات خفض الفائدة الشهر القادم إلى 42% فقط، بعد أن كانت تقترب من 100% عقب اجتماع سبتمبر، مما انعكس سلبًا على شهية المستثمرين تجاه الذهب. وقد دفع هذا التراجع إلى عمليات بيع ملحوظة، تسببت في استمرار الضغوط على الأسعار.
ورغم الهبوط الحالي، أشارت المجموعة إلى وجود عوامل هيكلية قوية تظل داعمة للذهب على المدى المتوسط والطويل، من بينها التوترات الجيوسياسية العالمية، والقلق المتصاعد بشأن استدامة الدين الحكومي الأميركي، وتنامي الاتجاهات العالمية لخفض الاعتماد على الدولار، إلى جانب شراء البنوك المركزية لكميات كبيرة من الذهب.
تأهب لبيانات أميركية حاسمة
وينتظر المستثمرون هذا الأسبوع بيانات أميركية مهمة، أبرزها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والمقرر صدوره الخميس، بحثًا عن مؤشرات جديدة على قوة الاقتصاد الأميركي واتجاهات سوق العمل، وهو ما قد يعيد تشكيل توقعات الفائدة في الفترة المقبلة.
ضغوط امتدت إلى المعادن الثمينة الأخرى
وفي أسواق المعادن الأخرى، انخفض السعر الفوري للفضة بنسبة 1.2% إلى 49.58 دولار للأونصة، بينما تراجع البلاتين 1% إلى 1,517.73 دولار، وهبط البلاديوم 1.5% إلى 1,372.05 دولار وسط موجة بيع مشابهة تأثرت بالعوامل نفسها التي تضغط على الذهب.
وتعكس هذه التطورات حالة من الضبابية في الأسواق العالمية، وسط تفاعل متسارع بين تحركات الدولار وسياسات الفيدرالي الأميركي، وهو ما يضع أسعار الذهب وغيرها من المعادن تحت ضغط مستمر حتى تتضح الصورة بشأن مسار السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.
