نقلة نوعية في إدارة الثروات.. هل تكون "علي بابا" الشريك الإداري لمخازن مصر الاستراتيجية؟
في وقت العالم كله بيجري ورا التطور الرقمي والتحول التكنولوجي، مصر كمان ماشية بخطوات سريعة ومدروسة عشان تبني منظومة دوائية عملاقة، مش بس علشان تغطي احتياجاتها، لكن كمان علشان تبقى بوابة أفريقيا في مجال الدواء والإمداد الطبي
والمفاجأة إن "علي بابا" عملاق التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في الصين داخل على الخط، وده ممكن يفتح فصل جديد في تاريخ إدارة الثروات اللوجستية في مصر!
الموضوع ببساطة إن مصر شغالة على مشروع ضخم اسمه "المخازن الاستراتيجية للأدوية والمستلزمات الطبية"، واللي بتنفذه الهيئة المصرية للشراء الموحد بالتعاون مع وزارة الصحة.
الهدف من المشروع ده إن مصر تحقق اكتفاء دوائي ذاتي، وتتحول لمركز إقليمي بيخدم القارة كلها في توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية.
المرحلة الأولى من المشروع اتعملت فعلاً في العاصمة الإدارية الجديدة، وده يعتبر من أكبر المخازن الطبية في الشرق الأوسط، بتكلفة حوالي 162 مليون دولار وعلى مساحة نص مليون متر مربع تقريبًا.
المخازن دي مش مجرد مباني تخزين، دي منظومة ذكية فيها تبريد، تعبئة، شحن، ومناطق مخصصة للأدوية الحساسة، كلها بتدار بأنظمة رقمية حديثة زي WMS وSAP وISO عشان تضمن الشفافية والجودة العالية.
لكن الجديد بقى إن مصر بدأت تفاوض كبار شركات التكنولوجيا في العالم، ومنهم "علي بابا" الصينية، اللي ممكن تكون الشريك الإداري لتشغيل المنظومة دي.

الفكرة إن "علي بابا" هتدخل بخبرتها في التجارة الإلكترونية وسلاسل الإمداد وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتخلي مصر مركز توزيع إقليمي يخدم أفريقيا والشرق الأوسط بالكامل.
التعاون ده مش بس هيطور عملية إدارة وتخزين الدواء، لا، كمان هيخلي فيه منصة رقمية ضخمة للتجارة الدوائية بين الدول، يعني الشركات في أفريقيا تقدر تطلب وتشتري أونلاين من خلال النظام ده، والمنتجات تتوزع بسرعة من المخازن المصرية.. وده معناه فرص تصدير أكبر للمنتجات المصرية، وتوسع في التجارة البينية داخل القارة.
كمان في اتفاقات بيتم دراستها للتعاون في البحث العلمي ونقل التكنولوجيا الطبية من الصين لمصر، مع تدريب الكوادر المحلية وتشغيل أحدث الأجهزة الطبية داخل القارة.. يعني مش بس مشروع لوجستي، ده مشروع تطوير شامل للقطاع الصحي كله.
والمرحلة الجاية من المشروع هيكون فيها إنشاء 6 مخازن استراتيجية في محافظات مختلفة زي الإسكندرية، المنصورة، المنيا، قنا، والإسماعيلية، عشان التوزيع يكون أسرع وأكفأ، وفي نفس الوقت يضمن تغطية شاملة لكل المناطق.
ولو التعاون مع "علي بابا" تم فعلاً، فمصر ممكن تتحول خلال سنين قليلة لمركز لوجستي دوائي رئيسي لأفريقيا كلها، وتبقى المصدر الأساسي لتوريد الأدوية والمستلزمات الطبية للدول المجاورة.. وده هيكون مش بس نجاح اقتصادي، لكن كمان خطوة قوية نحو الأمن الصحي الإقليمي.


