أسهم علي بابا تتراجع رغم إعلانها عن خطة تمويل قياسية بقيمة 3.2 مليار دولار

أعلنت مجموعة علي بابا الصينية، اليوم الخميس، عن خطة ضخمة لجمع 3.2 مليار دولار عبر إصدار سندات قابلة للتحويل بدون فائدة، في خطوة تهدف إلى تمويل توسعها الدولي وتعزيز قطاع الحوسبة السحابية. ورغم أهمية هذه الخطوة على صعيد البنية التحتية المستقبلية، سجلت أسهم الشركة تراجعًا ملحوظًا في بورصتي هونغ كونغ ونيويورك.
ووفق بيانات شركة «ديلوجيك» التي اطلعت عليها وكالة «رويترز»، يُعد هذا الإصدار هو الأكبر عالميًا منذ بداية العام 2025، متجاوزًا صفقة شركة «دورداش» الأمريكية التي جمعت 2.75 مليار دولار في مايو الماضي.
تركيز على الحوسبة السحابية والتوسع الدولي
أوضحت علي بابا أن نحو 80% من حصيلة الإصدار ستُوجه إلى توسيع مراكز البيانات وتحديث بنيتها التكنولوجية، بهدف مواكبة الطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية، التي تشكل أحد محركات النمو الرئيسية للشركة. أما النسبة المتبقية فستُخصص لدعم التوسع في الأسواق الخارجية وتعزيز كفاءة عملياتها في مجال التجارة الإلكترونية.
وبحسب الشركة، سيُطرح السند الجديد بعلاوة تحويل تتراوح بين 27.5% و32.5% فوق سعر السهم المدرج في الولايات المتحدة، على أن يُستحق في 15 سبتمبر 2032، مع إمكانية تحويله إلى أسهم.
تراجع الأسهم رغم الإعلان
ورغم أن الخطوة تعكس التزام علي بابا بخطط استثمارية طويلة الأمد، إلا أن رد فعل الأسواق جاء سلبياً. فقد هبط سهم الشركة المدرج في هونغ كونغ بنسبة 2.6% الخميس، ليصل إلى 139.10 دولار هونغ كونغي، متجاوزًا انخفاض مؤشر «هانغ سنغ» البالغ 0.7%. كما تراجعت أسهم علي بابا في نيويورك بنسبة 2.2% الأربعاء.
لكن، وعلى الرغم من هذا التراجع اللحظي، ما تزال أسهم المجموعة مرتفعة منذ بداية العام بنحو 71.6% في هونغ كونغ و71.1% في نيويورك، ما يعكس الزخم الاستثماري القوي الذي تحظى به الشركة في ظل رهانات المستثمرين على تقنياتها الجديدة.
الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية للنمو
تُعد علي بابا من أكبر المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي بالصين، حيث تعهدت بضخ نحو 380 مليار يوان (53.3 مليار دولار) خلال ثلاث سنوات لدعم هذا القطاع. وكانت الشركة قد أعلنت الشهر الماضي أن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بدأت تحقق نتائج ملموسة، مع مساهمة مباشرة في زيادة إيرادات قطاع الحوسبة السحابية.
ويرى محللون أن ضخامة الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية قد تدعم موقع علي بابا على المدى الطويل، لكنها في الوقت ذاته تزيد من الضغوط المالية قصيرة الأجل، وهو ما قد يفسر تقلبات أسعار أسهمها في الأسواق العالمية.
نشاط متزايد في السندات القابلة للتحويل
يأتي إصدار علي بابا في سياق نشاط متنامٍ تشهده أسواق الأسهم في هونغ كونغ خلال الأشهر الستة الماضية، حيث ارتفع الإقبال على السندات القابلة للتحويل بوصفها أداة مالية تمنح المستثمرين فرصة لتحقيق مكاسب رأسمالية مع ضمان استرداد رأس المال في حال عدم التحويل.
وبحسب بيانات «ديلوجيك»، بلغ إجمالي هذه الإصدارات في منطقة آسيا-المحيط الهادئ منذ بداية العام نحو 27.8 مليار دولار، مقارنة بـ28.7 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، وهو المستوى الأقوى منذ ثلاث سنوات.
رغم تراجع أسهمها مؤخرًا، تسعى علي بابا من خلال هذه الخطة التمويلية الضخمة إلى ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في أسواق الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي عالميًا. ويؤكد مراقبون أن نجاح الشركة في توظيف هذه الاستثمارات بفعالية قد يُعيد تعزيز ثقة المستثمرين ويدفع بأسهمها إلى مستويات أعلى على المدى المتوسط والطويل.