أسهم أستراليا تتراجع تحت ضغط جني الأرباح وضعف قطاع الرعاية الصحية

تراجعت الأسهم الأسترالية في ختام تعاملات الخميس، وسط ضغوط مزدوجة من عمليات جني أرباح في القطاع المصرفي وضعف أداء قطاع الرعاية الصحية، فيما حدّ صعود أسهم الذهب إلى مستويات قياسية جديدة من حدة التراجعات في السوق.
أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الجلسة على انخفاض بنسبة 0.3% ليستقر عند 8805 نقاط، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة مماثلة في جلسة الأربعاء، ما يعكس حالة من التذبذب الواضح في اتجاهات المستثمرين.
ضغوط على البنوك الكبرى
جاءت أبرز الخسائر من القطاع المالي الثقيل الذي تراجع بنسبة 0.8%، بفعل توجه المستثمرين نحو جني الأرباح من البنوك الكبرى مرتفعة التقييم. وقد فقدت البنوك الأربع الكبرى مجتمعة نحو 3.17 مليار دولار أسترالي (2.10 مليار دولار أمريكي) خلال الجلسات الأربع الماضية.
وتراجع سهم كومنويلث بنك أوف أستراليا بنسبة 0.5%، بينما انخفضت أسهم البنوك الثلاثة الأخرى بين 0.9% و1.6%. وأوضحت جون باي ليو، مؤسسة شركة «تن كاب» لإدارة الاستثمارات، أن «تقييمات الأسهم هي أحد العوامل الرئيسية وراء هذا السلوك، إذ تدفع المستثمرين إلى التحرك بعيداً عن القطاعات ذات التقييم المرتفع والبحث عن فرص بديلة».
ضعف قطاع الرعاية الصحية
الضغط الأكبر جاء من قطاع الرعاية الصحية، حيث هبط مؤشره بنسبة 1.8% متأثراً بانخفاض سهم CSL بنسبة 2.4%. ويواجه القطاع ضغوطاً متزايدة نتيجة مخاوف مرتبطة بإعادة هيكلة أعمال الشركة، خصوصاً مع خططها لفصل قسم اللقاحات «CSL Seqirus».
وسجل مؤشر الرعاية الصحية ثلاث خسائر أسبوعية متتالية، ويبدو في طريقه لتسجيل خسارة رابعة هذا الأسبوع، في ظل موسم أرباح جاء مخيباً لآمال المستثمرين. ويرى محللون أن احتمال خفض تقييم الشركة لاحقاً هذا العام يزيد من حالة الحذر تجاه القطاع بأكمله.
الذهب والعقارات يحدان من التراجع
على الجانب الإيجابي، واصلت أسهم الذهب مكاسبها مدفوعة بارتفاع أسعار المعدن النفيس في الأسواق العالمية، لتغلق عند مستوى قياسي جديد. ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه المستثمرون البحث عن ملاذات آمنة وسط ضبابية اقتصادية عالمية.
كما ارتفعت أسهم العقارات بنسبة 0.7%، مدعومة بمكاسب سهم غودمان غروب الذي صعد 0.8%. واستفادت شركات العقارات من التحول الاستثماري بعيداً عن البنوك والرعاية الصحية، ما وفر دعماً نسبياً للسوق الأسترالية.
تأثير خارجي من نيوزيلندا
وفي نيوزيلندا، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز/إن زد إكس 50 بنسبة 0.4% ليغلق عند 13229.15 نقطة، بعد تصريحات محافظ البنك المركزي النيوزيلندي الذي أكد على استمرار السياسة النقدية التيسيرية، مشيراً إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إضافية بحلول نهاية العام.
نظرة مستقبلية
يرى محللون أن السوق الأسترالية قد تواجه استمرار الضغوط على المدى القصير مع بقاء المخاوف قائمة بشأن تقييمات البنوك وتوقعات قطاع الرعاية الصحية. في المقابل، فإن قوة الذهب ومرونة العقارات قد توفران بعض الدعم، بينما تظل السياسات النقدية في كل من أستراليا ونيوزيلندا عاملاً مؤثراً في توجيه حركة رؤوس الأموال.