الأحد 09 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

بعد تجميد التوسع النفطي.. شركات الحفر السعودية تراهن على الغاز والأسواق الخارجية

الأحد 09/نوفمبر/2025 - 08:58 ص
أرامكو السعودية
أرامكو السعودية

يشهد قطاع الحفر السعودي مرحلة إعادة تموضع استراتيجية بعد قرار أرامكو السعودية تجميد خطة رفع طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً والإبقاء عليها عند 12 مليون برميل، ما أدى إلى تراجع كبير في النشاط النفطي المحلي ودفع شركات الحفر إلى التركيز على مشاريع الغاز والتوسع الخارجي لتعويض تباطؤ السوق الداخلية.

وفق بيانات "بيكر هيوز" التي نقلتها "بلومبرغ"، انخفض عدد منصات الحفر النفطية النشطة في المملكة إلى 20 منصة فقط في يوليو 2025، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من عقدين، مقارنة بـ46 منصة مطلع عام 2024. ويعكس هذا التراجع تحوّل أولويات "أرامكو" نحو تطوير مشاريع الغاز الطبيعي غير التقليدي وخفض الإنفاق على الحفر النفطي التقليدي.

"الحفر العربية" تسعى للتعافي بعد أول خسارة منذ الإدراج

تأثرت شركة "الحفر العربية" بشدة بتراجع النشاط المحلي، لتسجل أول خسارة فصلية منذ إدراجها في السوق المالية السعودية عام 2022، بلغت 9.4 مليون ريال في الربع الثالث من 2025. وقال غسان مرداد، الرئيس التنفيذي للشركة، إن "الحفر العربية" تستهدف رفع معدلات التشغيل الإجمالية إلى 80% بحلول الربع الثاني 2026 مقابل 73% حالياً، على أن تصل المنصات البحرية إلى التشغيل الكامل بنسبة 100%.

وأوضح مرداد أن المنصات البحرية تتمتع بهوامش ربحية أعلى وتكاليف تشغيلية أقل من المنصات البرية، مشيراً إلى أن الشركة بدأت دخول سوق حفارات الغاز غير التقليدية، ما أضاف نحو 600 مليون ريال إلى الإيرادات، بالتوازي مع توسع "أرامكو" في مشاريع الغاز.

وفي هذا السياق، أظهر تقرير "أرامكو" السنوي لعام 2024 أنها أرست عقوداً بقيمة 25 مليار دولار لتطوير أعمال الغاز غير التقليدي في حقل الجافورة وتوسيع شبكة الغاز وإنشاء منصات حفر جديدة، مع توقعات ببدء التشغيل في الجافورة ومعمل رأس تناقيب نهاية عام 2025.

توسع إقليمي وشراكات جديدة

أشار مرداد إلى أن الشركة أعادت تشغيل خمس منصات معلقة داخل المملكة، وبدأت تشغيل منصة جديدة في إحدى دول الخليج كأول توسع خارجي لها، مضيفاً أنها وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة السورية للتعاون في خدمات الحقول البترولية وحفر الآبار وصيانتها، إلى جانب التدريب وتطوير الكوادر.

تبلغ القيمة السوقية لـ"الحفر العربية" حالياً نحو 8.12 مليار ريال، فيما يتداول سهمها عند 91.2 ريال، أقل من سعر الطرح البالغ 100 ريال عند إدراجها في نوفمبر 2022.

"أديس القابضة".. أرباح مستقرة وتوسع في الخارج

في المقابل، تواصل شركة "أديس القابضة" تحقيق أداء قوي رغم تباطؤ السوق المحلية. فقد سجلت أرباحاً فصلية بلغت 219.1 مليون ريال في الربع الثالث من 2025، وهي أعلى من متوسط أرباحها خلال العامين الماضيين.

وقال محمد فاروق، الرئيس التنفيذي للشركة، إن نصف أعمال "أديس" داخل السعودية، بينما يتوزع النصف الآخر بين الخليج وآسيا وأفريقيا، موضحاً أن حصة السوق المحلية من الإيرادات تراجعت من 72% في الربع الأول 2024 إلى 57% في الربع الثالث 2025 نتيجة توسع الشركة في أسواق جديدة مثل نيجيريا وجنوب شرق آسيا.

وأضاف فاروق أن "أديس" تتوقع نمو الإيرادات والأرباح التشغيلية بين 35% و40% خلال 2026، بدعم من تشغيل حفارات جديدة وصفقات استحواذ خارجية، مشيراً إلى أن التوسع الدولي أسهم في خفض التكاليف وتسريع دورة التحصيل إلى نحو 45 يوماً في بعض الأسواق، مما يعزز التدفقات النقدية.

وتبلغ القيمة السوقية لـ"أديس" حالياً نحو 18.9 مليار ريال، مقارنة بتقييم إدراجها البالغ 15.2 مليار ريال عند اكتتابها في أكتوبر 2023، ويملك صندوق الاستثمارات العامة حصة 23.8% من رأس مالها.

تحول استراتيجي في صناعة الحفر السعودية

مع تعليق خطط حفر آبار نفط جديدة، وتحول التركيز نحو الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة غير التقليدية، تتجه شركات الحفر السعودية إلى تنويع أنشطتها جغرافياً وقطاعياً للحفاظ على النمو والاستدامة. ويشير محللون إلى أن هذه الاستراتيجية ستجعل قطاع الحفر أكثر مرونة أمام التقلبات النفطية وأكثر قدرة على الاستفادة من موجة الاستثمارات الغازية التي تقودها "أرامكو" حتى عام 2030.