أرباح "أرامكو" السعودية تفوق التوقعات في الربع الثالث رغم التراجع الطفيف
حققت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، أرباحاً قدرها 101 مليار ريال سعودي (نحو 26.9 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2025، بتراجع طفيف نسبته 2.3% على أساس سنوي، مقارنةً بـ103.4 مليارات ريال خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ورغم هذا التراجع، جاءت نتائج الشركة أفضل من متوسط توقعات المحللين البالغ 88.8 مليار ريال، ما يعكس متانة الأداء التشغيلي للشركة في ظل التحديات التي تواجه أسواق الطاقة العالمية.
وأوضحت "أرامكو" في بيانها الصادر اليوم الثلاثاء على موقع السوق المالية السعودية (تداول)، أن انخفاض الأرباح جاء نتيجة تراجع الإيرادات بنسبة 7.3% لتصل إلى 386.17 مليار ريال (102.9 مليار دولار)، متأثرة بانخفاض أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة والكيميائية، إلى جانب انخفاض الكميات المباعة من النفط الخام مقارنة بالفترة المقابلة من العام السابق.
وأضافت الشركة أن هذا الانخفاض تم تعويضه جزئياً بفضل ارتفاع الكميات المباعة من المنتجات المكررة والكيميائية، واستمرار جهودها لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتوسيع الطاقة الإنتاجية في القطاعات غير النفطية، خصوصاً التكرير والبتروكيماويات.
توزيعات أرباح ثابتة رغم تراجع الإيرادات
أعلنت أرامكو أن إجمالي توزيعات الأرباح عن الربع الثالث بلغ 80.12 مليار ريال سعودي، موزعة بين 79.3 مليار ريال أرباحاً أساسية، و0.82 مليار ريال أرباحاً مرتبطة بالأداء، وهي نفس المستويات التي التزمت بها الشركة منذ الربع الأخير من عام 2024، في إطار الحفاظ على سياسة توزيعات مستقرة ومستدامة للمساهمين.
وأكدت الشركة أن هذه التوزيعات تعكس ثقة الإدارة في قوة المركز المالي واستقرار التدفقات النقدية، رغم الضغوط المستمرة على أسعار النفط وتراجع هوامش الربحية في بعض الأسواق.
أداء يفوق التوقعات وسط تقلبات السوق
ويرى محللون أن نتائج الربع الثالث تُظهر قدرة "أرامكو" على تحقيق توازن مالي قوي في بيئة اقتصادية عالمية تتسم بعدم الاستقرار، لاسيما مع استمرار التحديات المرتبطة بالطلب العالمي على الطاقة، وتأثيرات التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا.
كما أشار خبراء الطاقة إلى أن توسع الشركة في مجالات الطاقة النظيفة والمستدامة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 يعزز من مكانتها كشركة طاقة متكاملة، قادرة على التكيّف مع تحولات السوق نحو خفض الانبعاثات الكربونية.
وفي هذا السياق، تواصل أرامكو تنفيذ مشروعات استراتيجية في مجالات إنتاج الغاز الطبيعي، وتطوير تكنولوجيا احتجاز الكربون، إلى جانب تعزيز استثماراتها في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بما يضمن تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على صادرات النفط الخام.
نظرة مستقبلية مستقرة
يتوقع محللو الأسواق أن تظل أرباح أرامكو مستقرة خلال الربع الأخير من العام الجاري، مدعومة بارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية وتزايد الطلب في آسيا، وخاصة من الصين والهند، وهو ما قد يساهم في تعزيز الإيرادات الإجمالية للشركة خلال عام 2025.
ورغم التحديات، تبقى "أرامكو" لاعباً محورياً في سوق الطاقة العالمي، بفضل قدراتها الإنتاجية الهائلة التي تتجاوز 12 مليون برميل يومياً، واستثماراتها المتزايدة في التقنيات المتقدمة، ما يجعلها ركيزة أساسية للاقتصاد السعودي ومصدر قوة للمالية العامة للمملكة.
