«أرامكو» السعودية تُتم الاستحواذ على 22.5% من أسهم «بترورابغ» بقيمة 2.63 مليار ريال

أعلنت شركة «أرامكو السعودية»، اليوم الخميس، عن إتمام عملية استحواذها على نحو 375.97 مليون سهم عادي من الفئة «أ» في شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ)، تمثل ما نسبته 22.5% من رأس مال الشركة، وذلك من شركة «سوميتومو كيميكال» المحدودة اليابانية، في صفقة بلغت قيمتها نحو 2.63 مليار ريال سعودي، أي ما يعادل 7 ريالات للسهم الواحد.
وأوضحت «أرامكو» في بيان نُشر على موقع «تداول السعودية»، أن عملية الشراء تم تمويلها نقدًا بالكامل من موارد الشركة الذاتية، في خطوة تعزز من حضور «أرامكو» الاستراتيجي في قطاع التكرير والبتروكيماويات وتدعم خططها التوسعية الإقليمية والعالمية.
وبموجب الصفقة الجديدة، ترتفع نسبة ملكية أرامكو السعودية إلى نحو 60% من الأسهم العادية من الفئة (أ) في رأس مال شركة «بترورابغ»، بينما تتراجع حصة شركة سوميتومو اليابانية إلى 15% من الأسهم العادية من الفئة ذاتها، في حين تظل نسبة ملكية المساهمين الآخرين عند 25% دون تغيير.
وشملت الصفقة أيضًا قيام شركة «سوميتومو» وشركاتها التابعة بتحويل حقوقها في تسويق منتجات «بترورابغ» إلى «أرامكو السعودية» وشركاتها التابعة، مما يسهم في زيادة تركز حقوق التسويق والإشراف التجاري داخل المنظومة التابعة لـ«أرامكو»، ويمنح الشركة قدرة أكبر على تعظيم القيمة المضافة من عملياتها المتكاملة في قطاعي التكرير والبتروكيماويات.
وتُعد شركة «بترورابغ» إحدى المشاريع المشتركة الاستراتيجية بين «أرامكو السعودية» و«سوميتومو كيميكال»، حيث تأسست عام 2005، وتُعد من أكبر مجمعات التكرير والبتروكيماويات المتكاملة في منطقة الشرق الأوسط، وتنتج مجموعة واسعة من المنتجات النفطية والكيماوية عالية القيمة، التي تُسهم في دعم سلاسل الإمداد المحلية وتعزيز الصادرات السعودية.
وقال محللون في أسواق الطاقة إن هذه الخطوة تمثل تعزيزًا لموقع أرامكو التنافسي في مجال البتروكيماويات، خاصة في ظل ارتفاع الطلب العالمي على المواد الكيميائية المتقدمة، وتوجه السعودية نحو تنويع الاقتصاد ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأضاف الخبراء أن استحواذ «أرامكو» الكامل على حصص إضافية في «بترورابغ» يعكس رغبة الشركة في توسيع نطاق السيطرة التشغيلية والإدارية، بما يتيح لها تحسين الكفاءة ورفع القدرة الإنتاجية للمجمع، فضلًا عن دمج عمليات التكرير والبتروكيماويات في منظومة موحدة أكثر تكاملًا.
وتأتي هذه الصفقة بعد أسابيع قليلة من إعلان «أرامكو» إتمام إصدار صكوك دولية بقيمة 3 مليارات دولار، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر التمويل ودعم خطط النمو طويلة الأجل للشركة، وسط استمرار التقلبات في أسواق الطاقة العالمية وتزايد المنافسة في قطاع الصناعات التحويلية.
وأكد مراقبون أن الصفقة ستُسهم في تعزيز سلسلة القيمة المضافة للقطاع الصناعي السعودي، إلى جانب دعم استراتيجية الاستدامة والابتكار الصناعي التي تتبناها «أرامكو»، خاصة في مجال التحول إلى منتجات ذات بصمة كربونية أقل وتبني تقنيات إنتاج متقدمة.
وتعد عملية الاستحواذ الجديدة خطوة مهمة نحو توسيع قاعدة أعمال أرامكو في قطاع البتروكيماويات، وتدعيم مكانتها كشركة طاقة متكاملة عالميًا تجمع بين الإنتاج upstream، والتكرير والبتروكيماويات downstream، بما يعزز من قدرتها على مواجهة التقلبات في أسعار النفط وتحقيق تنوع اقتصادي مستدام.