الأسهم الآسيوية تتراجع مع تصاعد المخاوف من تضخم تقييمات أسهم الذكاء الاصطناعي
شهدت الأسواق الآسيوية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، وسط قلق المستثمرين من تضخم تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي وتزايد الغموض حول اتجاه السياسة النقدية الأمريكية، في وقتٍ تعاني فيه الأسواق العالمية من تذبذب واضح بين التفاؤل بالتقدم التكنولوجي والمخاوف من المبالغة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي دون تحقيق عوائد حقيقية.
وانخفض مؤشر "إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ" بنسبة 1%، ليتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية له في ثلاثة أسابيع، متأثرًا بهبوط أسهم شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها "سوفت بنك غروب" وشركات الرقائق الإلكترونية اليابانية. وتزامن هذا التراجع مع خسائر في وول ستريت بعد هبوط أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى مثل إنفيديا، بينما ارتفع مؤشر التقلبات (VIX) إلى أعلى مستوى له في أسابيع، مما يعكس حالة التوتر التي تسيطر على المستثمرين.
وأفادت تقارير بأن الولايات المتحدة قد تمنع “إنفيديا” من بيع شرائح ذكاء اصطناعي مخفّضة الأداء إلى الصين، ما زاد من الضغوط على قطاع التكنولوجيا وأثار مخاوف جديدة بشأن تأثير السياسات التجارية على الابتكار العالمي.
في المقابل، ارتفع سهم تسلا بنسبة 1.6% في التداولات المسائية بعد موافقة المساهمين على حزمة تعويضات قياسية بقيمة تريليون دولار للرئيس التنفيذي إيلون ماسك، وهو ما اعتبره المحللون دلالة على ثقة المستثمرين في مستقبل الشركة رغم التراجع العام في أسهم التكنولوجيا.
ويشير خبراء السوق إلى أن القلق من تضخم تقييمات الذكاء الاصطناعي أصبح أحد أبرز العوامل المحركة للأسواق العالمية، خاصة بعد موجة الارتفاعات القياسية التي شهدتها أسهم التكنولوجيا في النصف الأول من العام. وقال ديف لوتز من شركة جونز تريدينغ (JonesTrading) إن "الأسواق لا تزال قلقة من أن التوقعات المفرطة حول الذكاء الاصطناعي قد لا تتحقق قريبًا، في ظل ضغوط على شركات أشباه الموصلات وتراجع شهية المخاطرة".
ويزيد غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي من ضبابية المشهد، حيث يعتمد المستثمرون على بيانات خاصة وشهادات مصرفيين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وأشار جيروم باول الأسبوع الماضي إلى أن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر ليس أمرًا محسومًا، بينما حذّرت مسؤولة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند بيث هامّاك من أن التضخم لا يزال يشكل خطرًا أكبر من ضعف سوق العمل.
وفي الوقت ذاته، حذر محللو بلومبرج من أن الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ الأمريكي قد يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، خصوصًا بعد قرار إدارة ترمب خفض السعة التشغيلية لشركات الطيران بنسبة 10%، ما يهدد بتعطيل حركة المسافرين ورفع تكاليف النقل.
أما في أسواق السلع، فقد سجل النفط ارتفاعًا طفيفًا لكنه يتجه نحو ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، بينما واصل الذهب ارتفاعه فوق مستوى 4000 دولار للأونصة، مستفيدًا من تراجع شهية المخاطرة وضعف الدولار.
ويرى مراقبون أن المرحلة المقبلة قد تشهد إعادة تقييم شاملة لأسهم الذكاء الاصطناعي مع اقتراب موسم إعلان الأرباح، خاصة بعد التحذيرات المتكررة من فقاعة محتملة في القطاع التقني، فيما يبقى المستثمرون في حالة ترقب لأي إشارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي بشأن اتجاه السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.
