سعر الألمنيوم يقترب من أعلى مستوى له في عام
ارتفع سعر الألمنيوم في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة ليقترب من أعلى مستوى له خلال عام، مدفوعًا بتقلص المعروض العالمي واستمرار الطلب القوي في السوق الصينية، ما يعكس حالة من التوازن الدقيق بين محدودية الإنتاج وتزايد الحاجة إلى المعدن الصناعي الحيوي.
وسجلت العقود المستقبلية للألمنيوم في بورصة شنغهاي ارتفاعًا بنسبة 0.4% لتصل إلى نحو 21,675 يوانًا للطن (ما يعادل 3,043 دولارًا) عند منتصف تعاملات اليوم الجمعة، وهو المستوى الأعلى منذ أوائل 2024، ما يعزز التوقعات باستمرار الزخم الصعودي في الأسعار خلال الربع الأخير من العام.
ويرى محللون أن تباطؤ الإنتاج المحلي في الصين —أكبر منتج للألمنيوم في العالم— ساهم في دعم الأسعار، في وقت تواجه فيه المصاهر ارتفاعًا في تكاليف الطاقة وتراجعًا في المخزونات الاستراتيجية، بينما ظل الطلب قويًا مدفوعًا بقطاعات البناء والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وأوضح تقرير "بلومبرغ" أن الأسعار ظلت قوية نسبيًا خلال الأشهر الماضية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية، إذ أدى تراجع وتيرة الإنتاج في بعض الأقاليم الصناعية بالصين إلى تقليص الفائض في السوق. كما أن تباطؤ نمو الصادرات الصينية لم يؤثر بشكل جوهري في الطلب الداخلي على المعدن المستخدم في مكونات البنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة.
وفي المقابل، شهدت المعادن الأساسية الأخرى تحركات محدودة في بورصة لندن للمعادن، حيث ارتفع النحاس بنسبة 0.2% لكنه ما زال يتجه نحو خسارة أسبوعية تفوق 1%، بينما صعد الزنك بنسبة 0.5% محققًا مكاسب طفيفة.
وتباين أداء المعادن جاء وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، وحالة عدم اليقين بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فضلًا عن قوة الدولار الأميركي التي تحد من شهية المستثمرين تجاه السلع المقومة به.
ويرى محللون أن تقلص المعروض من الألمنيوم في الأسواق العالمية قد يستمر خلال الفترة المقبلة، مع توقعات بأن تحافظ الأسعار على مستوياتها المرتفعة، مدفوعة بتنامي الطلب على المعدن في الصناعات الخضراء، خاصة مع توسع مشروعات الطاقة الشمسية والكهروضوئية التي تعتمد بشكل كبير على الألمنيوم في البنية التحتية للألواح والمكونات الكهربائية.
ويشير خبراء الصناعة إلى أن الألمنيوم أصبح اليوم أكثر أهمية من الذهب في بعض القطاعات الصناعية، نظرًا لدوره المحوري في دعم التحول نحو الاقتصاد منخفض الكربون، ما يجعله أحد المعادن الإستراتيجية التي تعول عليها الاقتصادات الكبرى خلال العقد المقبل.
