سباق الأدوية العالمي يبدأ من القاهرة.. 7 شركات كبرى تتسابق على السوق المصري
في قلب دلتا النيل، حيث كانت الحضارة القديمة تبحث عن إكسير الخلود، تتجمع اليوم عمالقة الصيدلة العالمية بحثًا عن إكسير النمو، حيث كشفت وزارة الصحة عن طلبات رسمية من 6 إلى 7 شركات أدوية عالمية للتوسع في السوق المحلي خلال 2026، في مشهد يشبه سباق الذهب الذي شهدته كاليفورنيا قبل قرنين.
والشركات الأمريكية والصينية والهندية والأوروبية لا تبحث فقط عن حصة سوقية، بل عن بوابة استراتيجية لأفريقيا والشرق الأوسط، مدعومة ببنية تحتية صناعية تضم 179 مصنع دواء، و150 مصنعًا للمستلزمات الطبية، و4 مصانع للمنتجات البيولوجية، و5 مصانع للخامات الدوائية.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض عن شركات الأدوية العالمية التي تبحث ضخ استثمارات في قطاع الأدوية في مصر.
7 عمالقة يطرقون أبواب مصر
وأعلن الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، خلال مؤتمر إطلاق قطاع "إيفا فارما" للأورام يوم الثلاثاء الماضي، أن الحكومة تلقت طلبات من 6 إلى 7 شركات عالمية كبرى.
والطلبات تشمل التصنيع داخل مدينة الدواء المصرية، وإقامة شراكات مع كيانات محلية، مع تركيز خاص على توطين الخامات والأدوية البيولوجية."
وقال متحدث وزارة الصحة، حسام عبد الغفار، أن الشركات لا تأتي لمجرد البيع، بل للبناء والشراكة طويلة الأمد.
ثورة في توطين الخامات خلال 3 سنوات
وكشف الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء، عن مفاوضات متقدمة مع شركة صينية رائدة لإنشاء مصنع متكامل للخامات الدوائية (API).
والمشروع المرتقب، الذي سينفذ خلال 3 سنوات، يمثل نقلة نوعية في مساعي التوطين، حيث نجحت مصر بالفعل في توطين 208 أدوية بتكلفة استيراد سابقة تجاوزت 700 مليون دولار، مع خطط لرفع الاكتفاء الذاتي من 91.3% إلى 94% خلال سنوات قليلة، وتقليل فاتورة الاستيراد بمليار دولار سنويًا.
إيفا فارما البطل المحلي في سباق التوطين العالمي
ونجحت شركة إيفا فارما في تسجيل 30 دواء لعلاج الأورام كانت تستورد بملايين الدولارات، معلنة إطلاق قطاع متخصص يشمل 7 منتجات جاهزة للسوق المحلي، و11 دواء في مراحل التسجيل النهائية، مع خطط تصدير لأوروبا وأمريكا الشمالية.
338 مصنعًا جاهزًا للانطلاق العالمي
وتضم مصر 179 مصنعًا للأدوية تغطي 91.3% من الاحتياجات المحلية، و150 مصنعًا للمستلزمات الطبية توفر دعمًا لوجستيًا متكاملًا، و4 مصانع متخصصة في المنتجات البيولوجية مثل اللقاحات، و5 مصانع للخامات الدوائية تشكل قاعدة التوطين المستقبلي.
وهذه البنية تجعل مصر جاهزة لاستيعاب الاستثمارات العالمية وتحويلها إلى مركز تصنيع إقليمي.
من 80% استيراد خامات إلى الاكتفاء الكامل
ورغم التقدم، لا تزال 80% من الخامات الدوائية مستوردة، ولكن المشاريع الجديدة ستحدث تحولًا جذريًا، مع توقعات بنمو السوق إلى 260 مليار جنيه في 2025 و325.9 مليار بحلول 2033، مدعومة ببرنامج التغطية الصحية الشاملة واتفاقيات التجارة الحرة مع أفريقيا والدول العربية.
وما بدأ كطلبات من 6-7 شركات تحول إلى ثورة صناعية شاملة. مصر لم تعد مجرد سوق استهلاكية، بل مركز تصنيع وابتكار وتصدير.
