الدولار يتراجع والإسترليني تحت الضغط قبيل اجتماع بنك إنجلترا
تراجع الدولار الأمريكي بشكل طفيف خلال تعاملات يوم الخميس بعد أن بلغ مستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة وعودة بعض الأسواق العالمية إلى الانتعاش. في المقابل، بقي الجنيه الإسترليني تحت ضغط واضح قبيل اجتماع بنك إنجلترا المرتقب، الذي يُتوقع أن يتخذ نبرة تميل إلى التيسير النقدي.
وسجّل الدولار نحو 1.1495 أمام اليورو، منخفضاً قليلاً عن ذروته التي بلغها يوم الثلاثاء عند 1.1469. وعكس هذا التراجع المحدود اتجاه الأسواق نحو العملات الحساسة للمخاطر، مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، بعد أن هدأت موجة البيع الحادة التي شهدتها أسهم قطاع التكنولوجيا خلال الجلسات السابقة.
وارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.3% ليصل إلى 0.6508 دولار أميركي في تعاملات آسيا الصباحية، بعد أن ارتد من متوسطه المتحرك على مدى 200 يوم، فيما صعد الدولار النيوزيلندي من أدنى مستوى له في سبعة أشهر إلى 0.5665 دولار أميركي. وأوضح رودريغو كاتريل، كبير محللي العملات في بنك أستراليا الوطني، أن «الأسواق أظهرت حساسية أكبر تجاه تحسن شهية المخاطرة، رغم ارتفاع العوائد الأمريكية عقب بيانات إيجابية من سوق العمل وإشارات وزارة الخزانة إلى احتمال زيادة مبيعات السندات».
وأضاف كاتريل أن أي تراجع مستدام في الدولار يتطلب بيانات أوضح عن الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل غياب بعض البيانات الرسمية نتيجة استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، ما يجعل المستثمرين وصناع القرار يتحركون في ظل غموض اقتصادي. وأشار إلى أن «العائد المرتفع على السندات الأمريكية يمنح الدولار أفضلية مقارنة بالين أو اليورو، ما يبقيه مدعوماً في الوقت الحالي».
في المقابل، يترقب المستثمرون عن كثب اجتماع بنك إنجلترا المقرر عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش. ولا يتوقع السوق خفضاً فورياً للفائدة الحالية البالغة 4%، إلا أن اللجنة النقدية منقسمة، مما قد يجعل القرار متقارباً. ويشير المحللون إلى أن أي نبرة حذرة من البنك ستُفسَّر على أنها تمهيد لتخفيض محتمل خلال أوائل العام المقبل بمقدار 25 نقطة أساس.
وسجل الجنيه الإسترليني صباح الخميس مستوى 1.3054 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى له في سبعة أشهر عند 1.3011 دولار في الجلسة السابقة. وقال كاتريل: «من الصعب أن نشهد ارتفاعاً كبيراً في الإسترليني حتى لو لم يُخفض بنك إنجلترا الفائدة الآن، لأن التلميحات إلى خفض قريب كفيلة بالضغط عليه». وأضاف أن كسر مستوى 1.30 دولار قد يفتح الطريق أمام الجنيه نحو 1.2712 دولار، وهو أدنى مستوى سجله في أبريل الماضي.
ويعكس هذا الأداء حذر الأسواق العالمية تجاه تطورات السياسات النقدية، مع استمرار مراقبة بيانات الاقتصاد الأمريكي عن كثب، والتداعيات المحتملة لأي تحرك من بنك إنجلترا على أسعار العملات. ويستمر المستثمرون في مراقبة تحركات الدولار والجنيه الإسترليني ضمن بيئة مالية تتسم بتقلبات كبيرة، في انتظار مزيد من التوجيهات من البنوك المركزية العالمية.
