الأضخم في صناعة السيارات.. تفاصيل إنشاء مصنع “ماك لتصنيع وسائل النقل” بأكتوبر
أعلنت مجموعة المنصور للسيارات عن إطلاق واحد من أكبر مشروعاتها الصناعية الجديدة في مصر، باستثمارات تبلغ 150 مليون دولار، لتأسيس مصنع “ماك لتصنيع وسائل النقل” بمدينة السادس من أكتوبر، في خطوة تمثل نقلة نوعية ضمن خطتها لتوسيع أنشطتها الإنتاجية وتعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى توطين صناعة السيارات في السوق المحلي.
ويعد مصنع “ماك لتصنيع وسائل النقل” الجديد أحد أهم الاستثمارات الصناعية في قطاع السيارات خلال السنوات الأخيرة، حيث يستهدف تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز مكونات الصناعة المحلية، بما يساهم في تحقيق وفر سنوي يُقدر بنحو 500 مليون دولار من فاتورة الاستيراد.
انتاج 50 ألف سيارة سنويًا
وقال محمد منصور، رئيس مجلس إدارة مجموعة المنصور للسيارات، إن المشروع الجديد يعد خطوة استراتيجية محورية نحو تحقيق نقلة نوعية في الصناعة الوطنية، موضحًا أن المصنع يقام على مساحة 30 ألف فدان بالقرب من الميناء الجاف بمدينة السادس من أكتوبر، ما يمنحه ميزة لوجستية تسهّل عمليات التوريد والتصدير، وتزيد من كفاءة حركة الإنتاج.
وأضاف “منصور”، في تصريحات لتليفزيون العربية Business، أن المصنع الجديد سيبدأ الإنتاج الفعلي في ديسمبر 2026 بطاقة تشغيلية أولية تصل إلى 50 ألف سيارة سنويًا، على أن ترتفع تدريجيًا إلى 100 ألف سيارة خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، في ضوء خطة توسعية مدروسة تستهدف رفع معدلات الإنتاج وتوسيع شبكة التصنيع المحلية.
وأشار إلى أن المصنع سينتج سيارات كهربائية وأخرى تقليدية، بما يتماشى مع توجهات السوق المحلية والإقليمية نحو تنويع خيارات النقل الحديثة، مؤكدا أن نحو 40% من الطاقة الإنتاجية ستخصص للتصدير في المرحلة الأولى إلى أسواق دولية مختلفة، في ظل الاتفاقيات التجارية التي تتيح للمنتج المصري النفاذ إلى أسواق متعددة بإعفاءات جمركية.
تقليل فاتورة الاستيراد ودعم الاقتصاد
وأكد رئيس المجموعة أن المصنع الجديد سيسهم في توفير نحو 500 مليون دولار سنويًا من فاتورة استيراد السيارات، بفضل التوسع في الإنتاج المحلي، موضحًا أن المشروع يستهدف تلبية احتياجات السوق الداخلية من السيارات بمواصفات عالمية وجودة تنافسية.
وأضاف أن المشروع سيتيح نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة تشمل العمالة الفنية والهندسية والإدارية، ما يساهم في تعزيز التشغيل الصناعي ودعم خطط الدولة لخلق فرص عمل مستدامة داخل القطاع الصناعي.
المكون المحلي سيصل إلى 60%
وأشار منصور إلى أن نسبة المكون المحلي في سيارات المصنع ستتصاعد تدريجيا لتصل إلى 60% خلال السنوات المقبلة، بالتوازي مع التوسع في إنشاء مصانع مغذية توفر المكونات الأساسية للسيارات.
وكشف عن استعداد المجموعة لإطلاق مصنع جديد لإنتاج الفلاتر في السوق المصرية الأسبوع المقبل، ضمن خطة متكاملة لتعميق التصنيع المحلي وبناء شبكة توريد وطنية تدعم الصناعات المغذية.
وأوضح رئيس المجموعة أن المصنع الجديد سيعتمد على أحدث تقنيات الإنتاج الصديقة للبيئة، مشيرًا إلى أن التصميم الصناعي للمصنع يهدف إلى خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30% عبر نظم تشغيل حديثة تضمن أعلى مستويات الكفاءة، مؤكدًا أن هذا التوجه يأتي انسجامًا مع رؤية المجموعة لتحقيق نمو صناعي مستدام يعتمد على التكنولوجيا النظيفة وكفاءة الموارد.
قوة تشغيلية تتجاوز 60 ألف عامل
وأشار محمد منصور إلى أن مجموعة المنصور تمتلك قوة تشغيلية تتجاوز 60 ألف عامل وتباشر أعمالها في 100 دولة حول العالم، موضحا أن مصر تستحوذ وحدها على 60% من نشاط المجموعة، بما يجعلها الركيزة الأساسية في استراتيجية المنصور التوسعية إقليميًا.
وأكد أن هذا الحضور الواسع يمنح المجموعة ميزة تنافسية قوية في نقل الخبرات الصناعية والتكنولوجية إلى السوق المصرية، وتحويلها إلى قاعدة إنتاجية قادرة على التصدير للأسواق الإقليمية.
وشدد منصور على أن مصر مؤهلة لتصبح مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات، بفضل موقعها الجغرافي واتفاقياتها التجارية الواسعة التي تتيح الوصول إلى أسواق أفريقيا والعالم العربي وأوروبا، مشيرًا إلى أن السياسات الصناعية الحالية تشكل قاعدة مهمة لتعميق التصنيع المحلي وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
المشروع سيعيد رسم خريطة صناعة السيارات في مصر
مشروع "ماك لتصنيع وسائل النقل" ليس مجرد توسع صناعي جديد، بل ركيزة استراتيجية لإعادة رسم خريطة صناعة السيارات في مصر، ومن المتوقع أن يقود مرحلة جديدة من التحول الصناعي، تجمع بين التكنولوجيا الحديثة، والتصنيع المحلي المتصاعد، والقدرة التصديرية.
وكشفت تقارير متخصصة أن مشروع "ماك لتصنيع وسائل النقل" سيصبح نموذجا متكاملا للنهوض بالصناعة المصرية وتحقيق هدفها في التحول إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات في المنطقة.
