التنغي الكازاخستاني والروبل الروسي يتصدران مكاسب العملات أمام الدولار في أكتوبر الماضي
أظهر تقرير مالي حديث أن عملتي كازاخستان وروسيا، التنغي والروبل، حققتا أكبر مكاسب بين العملات العالمية أمام الدولار الأمريكي خلال شهر أكتوبر الماضي، مدعومتين بتحسن أسعار السلع الأساسية وزيادة الطلب الإقليمي على العملات المحلية في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
ووفقًا لما نقلته قناة "روسيا اليوم"، فقد ارتفع سعر صرف التنغي الكازاخستاني بنسبة ملحوظة منذ نهاية سبتمبر الماضي، مدعومًا بزيادة عائدات الصادرات من النفط والمعادن، إلى جانب الإجراءات التي اتخذها البنك الوطني الكازاخستاني للحفاظ على استقرار السوق المالي. وأشار التقرير إلى أن السياسات النقدية الحذرة التي اتبعتها كازاخستان ساعدت في تقوية عملتها وتعزيز الثقة في الاقتصاد المحلي.
أما الروبل الروسي، فقد واصل تحقيق مكاسب قوية خلال أكتوبر، مسجلًا ارتفاعًا تجاوز 3% أمام الدولار الأمريكي، بفضل استمرار ارتفاع أسعار النفط والغاز وتحسن تدفقات النقد الأجنبي من الصادرات. كما ساهمت زيادة الطلب المحلي على الروبل في ظل القيود المفروضة على التعاملات بالعملات الأجنبية في دعم العملة الروسية أمام الدولار واليورو على حد سواء.
وأوضح التقرير أن الروبل تمكن من تعويض جزء كبير من خسائره التي تكبدها في النصف الأول من العام، ليصبح ضمن العملات الأكثر استقرارًا في الأسواق الناشئة خلال الربع الأخير من 2025. وأشار محللون إلى أن هذه المكاسب قد تستمر على المدى القصير، خاصة مع اتجاه البنك المركزي الروسي إلى الحفاظ على أسعار فائدة مرتفعة للحد من التضخم ودعم العملة المحلية.
وفي المقابل، تراجعت عدة عملات رئيسية أخرى أمام الدولار خلال نفس الفترة، من بينها الين الياباني والجنيه الإسترليني والبيزو المكسيكي، متأثرة بتوقعات استمرار تشديد السياسة النقدية الأمريكية وارتفاع عوائد السندات في الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن الأسواق العالمية شهدت في أكتوبر موجة من التقلبات نتيجة تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، ما دفع المستثمرين إلى إعادة توجيه محافظهم نحو الأصول الآمنة، مع بقاء الدولار في موقع القوة النسبي أمام معظم العملات.
ويرى خبراء أن استمرار تحسن الروبل والتنغي يعتمد إلى حد كبير على استقرار أسعار الطاقة العالمية وتوازن الميزان التجاري لكل من روسيا وكازاخستان، بالإضافة إلى قدرة البنوك المركزية في البلدين على إدارة السيولة النقدية والتضخم بكفاءة خلال الأشهر المقبلة.
