إنتاج أول سيارة ركوب في 2026.. كيف حولت مصر شركة النصر إلى فرس رابح؟
في خطوة تاريخية تعكس طموح مصر نحو تعزيز الصناعة الوطنية، تستعد شركة النصر للسيارات لبدء إنتاج أول سيارة ركوب "ملاكي" في الربع الأول من عام 2026.
يأتي هذا الإنجاز بعد سنوات من الجهود المكثفة لإحياء الشركة العريقة، التي تحولت من حالة شبه تصفية إلى تحقيق أرباح لأول مرة في تاريخها.
وشهد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، تسليم الدفعة الأولى من ميني باص "نصر ستار"، مؤكداً على اقتراب الانتهاء من الاختبارات النهائية لسيارات الركوب.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل بدء إنتاج أول سيارة ركوب ملاكي في مصانع شركة النصر للسيارات مع بداية 2026.
من التصفية المحتملة إلى الإحياء الكامل
وتأسست شركة النصر للسيارات في الستينيات كأول مصنع للسيارات في مصر والشرق الأوسط، لكنها واجهت تحديات اقتصادية كبيرة أدت إلى قرار تصفيتها في عام 2009، ثم التراجع عن هذا القرار في 2016.
وفي نوفمبر 2024، أعادت الحكومة المصرية تشغيل الشركة بالكامل، بالتعاون مع شركاء أجانب، لإنتاج أتوبيسات وميني باصات وسيارات ركوب.
واليوم، أصبحت الشركة تعمل بكامل طاقتها، مع جدول إنتاج ممتلئ حتى منتصف 2026، مدعوماً باستثمارات شاملة في البنية التحتية.
تسليم نصر ستار وتحقيق أول ربح تاريخي
وفي احتفالية كبيرة، سلمت الشركة الدفعة الأولى من ميني باص "نصر ستار"، الذي يعتمد على الوقود التقليدي مع خطط مستقبلية لنسخ كهربائية.
وأكد الوزير محمد شيمي، أن نسبة المكون المحلي في منتجات الشركة تجاوزت 70%، وهو مستوى متقدم مقارنة بحجم الإنتاج الحالي.
كما أعلن خالد شديد، رئيس شركة النصر للسيارات، تحقيق الشركة أول ربح في تاريخها خلال العام الماضي، مع استهداف الاستمرار في تحقيق الأرباح في الفترات المقبلة.
خطط إنتاج سيارات الركوب في 2026
ويعد بدء إنتاج سيارات الركوب في الربع الأول من 2026 الخطوة الأبرز في مسيرة الشركة، حيث أوضح الوزير شيمي أن الاختبارات النهائية جارية حالياً، وأن الاستثمارات في البنية التحتية تشمل ليس فقط الميني باص والأتوبيس التقليدي، بل أيضاً الأتوبيس الكهربائي وسيارات الركوب.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع السيارات حوالي 20 ألف سيارة سنوياً، مع خطط لزيادة الإنتاج تدريجياً.
وتهدف الشركة إلى الوصول إلى نسبة تصنيع محلي 100% من خلال التوسع في الصناعات المغذية داخلياً.
تعميق التصنيع المحلي ودعم الصادرات المصرية
وتجاوزت نسبة التصنيع المحلي 70% في المنتجات الحالية، مما يعكس جهوداً كبيرة في توطين التكنولوجيا، حيث يدعم ذلك حوافز حكومية شجعت الشركات العالمية على التجميع المحلي، مما أدى إلى ارتفاع صادرات مصر من السيارات ومكوناتها إلى 891 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، بزيادة 9% على أساس سنوي.
كما أشار رئيس الشركة إلى سعي للحصول على عقود تصدير خارجية، مما يعزز مكانة مصر في سوق السيارات الإقليمي.
تأثير اقتصادي واسع النطاق
وحولت مصر شركة النصر من عبء مالي إلى مصدر ربح وتوظيف مباشر، حيث يعمل مصنع الأتوبيسات بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 وحدة، مع خطة لإنتاج 150 إلى 200 أتوبيس حتى منتصف 2026.
وهذا التحول لم يقتصر على الإنتاج المحلي، بل يساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد الوطني.
ويمثل المشروع نموذجاً للشراكات بين القطاع العام والخاص، مع التركيز على التقنيات الحديثة مثل السيارات الكهربائية.
ويبرز إنتاج أول سيارة ركوب في 2026 نجاح استراتيجية الحكومة المصرية في إعادة بناء شركة النصر للسيارات، ومن قرار التصفية إلى تحقيق الأرباح والتوسع في الإنتاج، أصبحت الشركة رمزاً للنهوض الصناعي المصري، مساهمة في تحقيق رؤية مصر لتصبح مركزاً إقليمياً لصناعة السيارات، مع التركيز على الاستدامة والتصنيع المحلي الكامل.
