الأسهم الآسيوية تتماسك بعد بيانات الوظائف الأمريكية وترقب حذر للفيدرالي
سجّلت الأسهم الآسيوية تحركات محدودة خلال تعاملات اليوم، في ظل حالة من الترقب والحذر بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي عكست تباطؤاً معتدلاً في سوق العمل، من دون أن تكون كافية لتغيير رهانات المستثمرين بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية. وجاء الأداء المتباين في الأسواق الآسيوية متأثراً باستمرار الغموض حول توقيت خفض أسعار الفائدة، مع تركيز الأنظار على بيانات التضخم المنتظرة خلال الأيام المقبلة.
وتمكّن المؤشر الإقليمي لأسهم آسيا والمحيط الهادئ من تعويض خسائره المبكرة ليسجل ارتفاعاً طفيفاً، في إشارة إلى توازن قوى الشراء والبيع، وسط غياب محفزات قوية تدفع الأسواق إلى اتجاه واضح. وفي اليابان، اتسم أداء الأسهم بالهدوء مع ميل طفيف للتراجع، بينما شهدت الأسواق الصينية حالة من الانتقائية، حيث خطف إدراج جديد في قطاع الرقائق الأضواء بعد قفزة قوية في أحد الأسهم الصناعية، ما دعم شهية المخاطرة جزئياً داخل السوق.
وجاء هذا الأداء بعد أن أظهرت بيانات التوظيف الأمريكية ارتفاع عدد الوظائف بوتيرة أقل من التوقعات، مع صعود معدل البطالة إلى أعلى مستوياته منذ عدة سنوات، وهو ما عزز الانطباع بأن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو تباطؤ منظم وليس انكماشاً حاداً. ورغم ذلك، لم تدفع هذه الأرقام المستثمرين إلى زيادة رهاناتهم على خفض وشيك لأسعار الفائدة، في ظل قناعة بأن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل نهجه القائم على التريث ومراقبة البيانات.
وفي هذا السياق، تحوّل اهتمام الأسواق العالمية إلى بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة، والتي يُنظر إليها باعتبارها العامل الحاسم في تحديد ملامح السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة. ويرى محللون أن أي مفاجأة صعودية في التضخم قد تعيد الضغوط على الأسواق، بينما قد يفتح تراجع واضح المجال أمام تخفيف القيود النقدية في وقت لاحق.
على صعيد السلع، واصلت أسعار النفط مكاسبها، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بعد إجراءات أميركية مشددة تتعلق بصادرات النفط الفنزويلي، ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات العالمية. كما شهدت المعادن النفيسة أداءً قوياً، مع اقتراب الذهب من مستويات قياسية وارتفاع الفضة إلى قمم تاريخية، في ظل بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة وسط حالة عدم اليقين.
أما في أسواق السندات والعملات، فقد تراجعت سندات الخزانة الأمريكية بشكل طفيف، لترتفع العوائد هامشياً، في حين تحرك الدولار ضمن نطاقات ضيقة أمام العملات الرئيسية، مع استمرار تسعير الأسواق لخفضين محتملين للفائدة خلال العام المقبل.
وبشكل عام، تعكس تحركات الأسهم الآسيوية حالة من الانتظار والترقب، حيث يفضّل المستثمرون التزام الحذر إلى حين اتضاح صورة التضخم والسياسة النقدية الأمريكية. ويرجح مراقبون أن تستمر هذه التحركات المحدودة على المدى القريب، ما لم تظهر بيانات اقتصادية قادرة على إعادة تشكيل توقعات الأسواق ودفعها إلى مسار أكثر وضوحاً.
