الدولار الأمريكي يسجل أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين أمام الين الياباني
ارتفع الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الاثنين، إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين أمام الين الياباني، مدعومًا بتزايد التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وبداية أسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية العالمية التي قد تحدد مسار السياسات النقدية في الفترة المقبلة.
وسجل الدولار ارتفاعًا ليصل إلى نحو 151.7 ينًا في التعاملات الآسيوية المبكرة، وهو أعلى مستوى منذ 10 أكتوبر الجاري، قبل أن يستقر قرب 151.5 ينًا في السوق الأوروبية، مدفوعًا بتوقعات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع.
وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن مكاسب العملة الأمريكية جاءت أيضًا في ظل تراجع الطلب على الين الياباني كملاذ آمن، مع تحسن المزاج العام في الأسواق عقب مؤشرات التقدم في الاتفاق التجاري المبدئي بين واشنطن وبكين، والذي يُتوقع أن يخفف من حدة التوترات التجارية التي أثقلت كاهل الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الماضية.
وقال محللون في مجموعة "إتش إس بي سي" إن بيانات النمو الأمريكي القوية الصادرة الأسبوع الماضي دعمت توقعات استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي، مما زاد من احتمالات إبقاء الفيدرالي على سياسته النقدية الصارمة، وهو ما انعكس مباشرة على أداء الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية.
في المقابل، لا يزال الين الياباني يتعرض لضغوط جراء سياسة بنك اليابان التيسيرية، حيث من المتوقع أن يُبقي البنك على أسعار الفائدة السالبة خلال اجتماعه هذا الأسبوع، مع استمرار دعمه لبرنامج شراء السندات بهدف تحفيز النمو الاقتصادي المحلي.
ويترقب المستثمرون بحذر نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي نهاية الأسبوع، إلى جانب اجتماعات البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان، وسط توقعات بأن أي تلميحات حول تعديل السياسات النقدية قد تؤدي إلى تحركات واسعة في أسواق العملات.
كما ساهمت الأنباء الإيجابية بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في دعم معنويات المستثمرين، حيث أعلن مسؤولون من الجانبين عن إحراز "تقدم ملموس" نحو اتفاق يهدف إلى تخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة وتعزيز التجارة الثنائية.
ويرى محللون أن استمرار ارتفاع الدولار أمام الين قد يدفع السلطات اليابانية إلى مراقبة الأسواق عن كثب، تحسبًا لأي تدخل محتمل في سوق الصرف إذا تجاوزت العملة الأمريكية مستويات قياسية جديدة تهدد استقرار الين.
وبشكل عام، تعكس تحركات الأسواق الحالية حالة من التفاؤل المشوب بالحذر، مع انتظار المستثمرين لأي إشارات جديدة من مسؤولي البنوك المركزية حول مستقبل أسعار الفائدة واتجاهات السياسة النقدية العالمية.
