أسعار المنازل في أمريكا تسجل أول تراجع سنوي منذ أكثر من عامين
تراجعت أسعار المنازل بنسبة 1.4% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفقًا لبيانات يومية من شركة Parcl Labs التي ترصد بيانات الإدراج عالية التردد للمنازل المنفصلة والشقق والتاون هاوس، سواء الجديدة أو القائمة، حسب تقرير لشبكة CNBC.
ورغم أن التراجع السنوي لا يزال طفيفًا، إلا أن الأسعار قد تظل ضعيفة، إذ انخفضت بالفعل 1.4% خلال الربع الأخير فقط.
على المستوى الوطني، لم تدخل أسعار المنازل المنطقة السلبية منذ منتصف عام 2023، أي بعد عام من بدء الفدرالي رفع أسعار الفائدة من الصفر، ومع الارتفاع الحاد في معدلات الرهن العقاري. فبين مارس 2022 ويونيو 2023، ارتفع متوسط الفائدة على الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عامًا من 3.9% إلى أكثر من 7%، بحسب Mortgage News Daily.
ومع ذلك، لم يستمر التراجع السنوي آنذاك سوى بضعة أشهر، ولم يكن مشابهًا للأزمة المالية الكبرى حين هبطت أسعار المنازل بنسبة 27% من ذروتها في 2006 إلى قاعها في 2012، وفق مؤشر S&P Case‑Shiller لأسعار المنازل.
وقال الشريك المؤسس لـParcl Labs، جايسون لويريس،"شهدنا مؤخرًا فترة من الضعف الوطني بعد الارتفاع السريع خلال سنوات كوفيد من 2020 إلى 2022. الزيادة الحادة في معدلات الرهن العقاري خلال 2022 و2023 أحدثت صدمة في القدرة على تحمل التكاليف.
تم استبعاد المشترين، وانخفضت المبيعات، واضطر البائعون إلى تعديل توقعاتهم. تاريخيًا، يؤدي هذا المزيج من صدمة الائتمان أو القدرة الشرائية، وضعف الطلب، وزيادة المعروض إلى تراجع واسع في الأسعار على المستوى الوطني."
ورغم أن المخزون العقاري لا يزال منخفضًا تاريخيًا، فإنه ارتفع عن مستوياته المتدنية القياسية في السنوات الأخيرة. فقد ارتفع عدد المنازل المعروضة للبيع في نوفمبر بنسبة 13% مقارنة بنوفمبر 2024، بينما ارتفعت الإدراجات الجديدة بنسبة 1.7% فقط، وفق Realtor.com. كما يسحب البائعون منازلهم من السوق بمعدل مرتفع غير معتاد.
وعلى المستوى الوطني، تراجعت الأسعار بأقل من 1%، لكن بعض الأسواق شهدت انخفاضات أكبر، ففي أوستن، تكساس، سجلت تراجعاََ بنسبة 10%، وفي دنفر تراجعت 5%، بينما فى تامبا و هيوستن سجبت تراجعاََ 4%، وفي أتلانتا وفينيكس تراجع 3%
في المقابل، شهدت أسواق أخرى ارتفاعات. فى كليفلاند زادت بنسبة 6% ، وفي كلاََ من شيكاغو ونيويورك زادت 5%، بينما فيلادلفيا سجلت زيادة 3%، وفي بيتسبرج وبوسطن كانت الزيادة 2%.
وتقيس هذه البيانات أسعار المنازل الجديدة والقائمة معًا، على عكس مؤشرات أخرى تركز على المنازل القائمة فقط. كما لم تصدر أي بيانات حكومية حول بدايات الإسكان أو تصاريح البناء أو مبيعات المنازل الجديدة منذ بدء الإغلاق الحكومي، ما يجعل تقدير جانب العرض أكثر صعوب
وأشارت شركات البناء في نتائجها الفصلية إلى أن الطلب لا يزال ضعيفًا نسبيًا وأن الحوافز لا تزال ضرورية. كما بقيت ثقة البنّائين في المنطقة السلبية.
وقال كبير الاقتصاديين في الرابطة الوطنية لبنّائي المنازل (NAHB)، روبرت ديتز، "نواصل رؤية ضعف في جانب الطلب، إذ يساهم تباطؤ سوق العمل وتراجع قدرة المستهلكين المالية في خلق بيئة بيع صعبة. وبعد تراجع في بدايات الإسكان لعام 2025، تتوقع NAHB ارتفاعًا طفيفًا في 2026 مع بقاء توقعات المبيعات المستقبلية في نطاق إيجابي محدود."
ولم تتحرك معدلات الرهن العقاري كثيرًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ولم تتفاعل بقوة مع خفض الفائدة الأخير من الفيدرالي أمس الأربعاء، ما يعني أن أسعار المنازل على الأرجح لن تشهد تغيرات كبيرة أيضًا.
وقال لويريس، إن توقعاتنا الأساسية لا تشير إلى تراجع وطني عميق، بل فترة تستقر فيها الأسعار حول الصفر، مع تغيرات سنوية طفيفة إيجابية أو سلبية، بدلا من المكاسب المزدوجة الرقم التي شهدناها خلال الجائحة. مدى التحرك في أي اتجاه سيعتمد بشكل أساسي على معدلات الرهن العقاري وصحة الاقتصاد الأوسع.
