ارتفاع أسعار النفط مع انحسار المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع تراجع المخاوف بشأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن أعلن مسؤولون اقتصاديون من الجانبين عن وضع ملامح اتفاق تجاري مبدئي يهدف إلى تخفيف القيود المفروضة على الصادرات وتقليص الرسوم الجمركية المتبادلة، وهو ما انعكس إيجابًا على معنويات الأسواق العالمية.
وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي سجلت ارتفاعًا بنسبة 1.3% لتصل إلى نحو 85.70 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 1.6% ليبلغ 81.40 دولارًا للبرميل، وسط تفاؤل المستثمرين بعودة الاستقرار إلى سلاسل التوريد وتزايد الطلب الصناعي على الطاقة خلال الربع الأخير من العام.
ويأتي هذا التحسن في الأسعار بعد أسابيع من التقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق النفطية بسبب مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي وارتفاع مستويات المخزون في الولايات المتحدة، إلى جانب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. إلا أن إعلان واشنطن وبكين عن بدء مفاوضات إيجابية لإعادة تنشيط التبادل التجاري بين البلدين، أعاد الأمل في تحسن حركة التجارة العالمية وزيادة الطلب على الوقود.
وقال محللون في بنك "جيه بي مورجان" إن الانفراجة الأخيرة في العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم قد تساهم في تحفيز النشاط الصناعي في آسيا وأمريكا الشمالية، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الطلب على النفط الخام والمنتجات البترولية خلال الفترة المقبلة. وأشاروا إلى أن الأسواق تترقب تفاصيل أكثر حول الاتفاق المزمع توقيعه قبل نهاية العام الجاري، معتبرين أن أي تأخير أو تعثر في التنفيذ قد يعيد الضغوط الهبوطية للأسعار.
كما دعمت الأسعار تصريحات أدلى بها وزير الطاقة الأمريكي، الذي أكد أن بلاده لا تنوي في الوقت الراهن السحب من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط، مشيرًا إلى أن الأسواق لا تعاني من نقص في الإمدادات، وأن ارتفاع الأسعار الحالي يعكس في المقام الأول حالة التفاؤل في الأسواق وليس اضطرابات حقيقية في الإنتاج أو العرض.
وفي المقابل، لا تزال منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تراقب تطورات السوق عن كثب، حيث أشار مصدر في المنظمة إلى أن الأعضاء سيواصلون التزامهم بخطط خفض الإنتاج الحالية حتى نهاية الربع الأول من عام 2026، بهدف الحفاظ على توازن الأسواق ومنع تراجع الأسعار دون مستويات الدعم المحددة.
ويرى محللون أن استمرار الهدوء التجاري بين واشنطن وبكين من شأنه أن يعزز شهية المستثمرين تجاه السلع الاستراتيجية مثل النفط والمعادن، في ظل مؤشرات على تحسن الطلب الصناعي في الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم.
كما يتوقع أن تسهم هذه الأجواء الإيجابية في دعم أسواق الأسهم العالمية وتقليل الضغوط التضخمية، مع إمكانية أن يتراجع الدولار الأمريكي نسبيًا أمام العملات الرئيسية، مما قد يجعل النفط — المسعّر بالدولار — أكثر جذبًا للمستثمرين الأجانب.
وبينما يترقب المستثمرون نشر بيانات المخزون الأمريكي الأسبوعية في وقت لاحق هذا الأسبوع، تشير التوقعات الأولية إلى انخفاض طفيف في مستويات المخزون بنحو 1.2 مليون برميل، وهو ما قد يمنح الأسعار دفعة إضافية نحو الصعود.
