النفط يحقق مكاسب قوية رغم التراجع الطفيف في تعاملات الجمعة
سجّلت أسعار النفط العالمية تراجعًا طفيفًا في تعاملات الجمعة، بعد مكاسب قوية في اليوم السابق، لكنها ما زالت تتجه لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ منتصف يونيو الماضي، مدفوعة بمخاوف نقص الإمدادات في أعقاب العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على عملاقي النفط الروسيين «روسنفت» و«لوك أويل».
فقد تراجع خام برنت بنسبة 0.55% ليُتداول عند 65.63 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.58% إلى 61.43 دولارًا للبرميل، بعد قفزة تجاوزت 5% في جلسة الخميس عقب الإعلان الأميركي عن العقوبات.
وتسعى واشنطن، من خلال هذه الإجراءات، إلى زيادة الضغط على الكرملين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إذ تمثل الشركتان الروسيتان معًا نحو 5% من الإنتاج العالمي للنفط.
تداعيات العقوبات وتغير خريطة الإمدادات
أدت العقوبات إلى إرباك في سوق الطاقة العالمية، حيث أشارت مصادر في السوق إلى أن شركات النفط الحكومية الصينية أوقفت مؤقتًا مشترياتها من الخام الروسي، بينما يستعد مصفّو النفط في الهند، أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحرًا، لتقليص وارداتهم بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة.
ورغم هذه التطورات، لم تُظهر الأسواق حالة من الذعر، إذ قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة Vanda Insights لتحليل أسواق الطاقة، إن «الأسعار تشهد عمليات جني أرباح طبيعية بعد الارتفاع الحاد، مع ميل المستثمرين إلى الترقب بدلاً من الذعر»، مضيفةً أن السوق «تراهن على التهدئة أكثر من التصعيد».
موقف موسكو وطمأنة من «أوبك»
من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات بأنها «عمل غير ودي»، مؤكدًا أنها لن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي، مشيرًا إلى أن بلاده لا تزال عنصرًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه في سوق الطاقة العالمية.
وفي المقابل، سعى وزير النفط الكويتي إلى طمأنة الأسواق، مؤكدًا أن منظمة أوبك مستعدة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات من خلال تعديل مستويات الإنتاج الحالية إذا لزم الأمر، لتفادي حدوث قفزات حادة في الأسعار.
وقالت الولايات المتحدة إنها على استعداد لاتخاذ «مزيد من الإجراءات» إذا استمرت موسكو في سياساتها الحالية المتعلقة بإمدادات الطاقة واستخدامها كورقة ضغط سياسي.
توقعات السوق
ويرى محللون أن الأسعار ستظل متقلبة خلال الأسابيع المقبلة، وسط مزيج من العوامل المتناقضة بين مخاوف نقص المعروض واحتمالات تباطؤ الطلب العالمي بفعل التوترات التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين.
وأضافوا أن استمرار التوترات الجيوسياسية، خاصة في أسواق الطاقة، سيبقي الأسعار عند مستويات مرتفعة مقارنة ببداية العام، رغم محاولات «أوبك+» الحفاظ على توازن السوق.
وبحسب بيانات السوق، يتجه خام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 7%، وهي الأكبر منذ منتصف يونيو 2025، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 6.8% خلال الأسبوع ذاته، وسط توقعات بأن يستقر الخامان بالقرب من أعلى مستوياتهما في 4 أشهر إذا استمرت التوترات الحالية.
