4 آلاف صانع محتوى في كوريا الجنوبية يحققون أرباحًا تتجاوز 70 ألف دولار من يوتيوب في 2023

سجلت كوريا الجنوبية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد صانعي المحتوى الذين يحققون أرباحًا كبيرة من منصة يوتيوب، حيث تجاوز عددهم 4,011 صانع محتوى ممن تخطت أرباحهم السنوية 100 مليون وون كوري (نحو 70,018 دولارًا أميركيًا) خلال عام 2023، وفقًا لبيانات رسمية نشرتها دائرة الضرائب الكورية الجنوبية.
وتم الكشف عن هذه الأرقام في تقرير قُدِّم إلى النائب تشا غيو-غيون من حزب إعادة بناء كوريا، الذي أشار إلى أن هذا الارتفاع السريع يعكس النمو الكبير في الاقتصاد الرقمي والإبداعي داخل البلاد، إضافة إلى توسع قاعدة مستخدمي المنصة وازدهار صناعة المحتوى المرئي على الإنترنت.
قفزة في عائدات صناعة المحتوى
تُظهر الإحصاءات أن كوريا الجنوبية باتت واحدة من أكثر الأسواق نشاطًا في آسيا على منصة يوتيوب، مع ازدياد الاعتماد على القنوات الرقمية كمصدر رئيسي للدخل، سواء للأفراد أو الشركات الناشئة. ويُعزى هذا النمو إلى الانتشار الواسع للهواتف الذكية وزيادة استهلاك المحتوى القصير عبر الإنترنت، لا سيما بين الفئات الشابة.
وأوضح تقرير الضرائب أن عدد صانعي المحتوى الذين حققوا أكثر من 50 مليون وون في السنة (حوالي 35 ألف دولار) ارتفع هو الآخر بشكل ملموس، مما يعكس توسع الطبقة الوسطى الرقمية من المبدعين الذين يحولون نشاطهم على الإنترنت إلى مصدر دخل مستدام.
تأثير اقتصادي متصاعد
بحسب خبراء اقتصاديين في سيول، فإن ازدهار صناعة المحتوى الرقمي يمثل أحد محركات النمو الجديدة في الاقتصاد الكوري، إذ يسهم في خلق فرص عمل جديدة في مجالات مثل الإنتاج المرئي، التسويق الإلكتروني، وإدارة المنصات الرقمية. كما أشاروا إلى أن ارتفاع عدد صانعي المحتوى ذوي الدخل المرتفع يعزز إيرادات الضرائب الرقمية التي تجمعها الحكومة من هذا القطاع المتنامي.
وفي المقابل، حذرت تقارير حكومية من تفاوت مستويات الدخل بين صانعي المحتوى، حيث يحقق عدد محدود فقط أرباحًا كبيرة، بينما يعتمد آلاف آخرون على أرباح محدودة أو غير ثابتة، ما يستدعي وضع إطار قانوني وتنظيمي متوازن لضمان استدامة القطاع وحماية حقوق المبدعين.
كوريا الجنوبية مركز آسيوي للإبداع الرقمي
تعد كوريا الجنوبية من أوائل الدول التي اعتمدت سياسات داعمة للاقتصاد الإبداعي، إذ تشجع الحكومة الشركات الناشئة والمبدعين على دخول مجالات الذكاء الاصطناعي، إنتاج الفيديوهات القصيرة، والتجارة الرقمية. وتشير التقديرات إلى أن قطاع المحتوى الرقمي الكوري يسهم بأكثر من 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات بزيادة مساهمته خلال السنوات المقبلة مع تصاعد الطلب العالمي على المحتوى الكوري، خصوصًا في مجالات الموسيقى والترفيه والتعليم.