باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
الأحد 19 أكتوبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

كنز الرمل الأصفر.. إزاي مصر حولت الصحراء لجنة خضرا بمشروع المعالجة الثلاثية

الأحد 19/أكتوبر/2025 - 07:00 ص
الرمال الصفراء
الرمال الصفراء

تخيل معايا كده الصحراء اللي كانت زمان كلها حر ومفيهاش غير صوت الريح، دلوقتي بقت غابة خضرا فيها جوجوبا وكافور ومورينجا!

ونفس الأرض دي بقت بتطرح شجر وزيوت بيتصدروا برا مصر!

والسر في مشروع مصري عبقري اسمه المعالجة التلاتية، اللي حول ماية الصرف اللي كنا بنخاف نقرب منها، لمايه بتروي وبتزرع وبتفتح بيوت.

الموضوع كله بدأ بسؤال بسيط:
ليه نرمي الماية وإحنا ممكن نزرع بيها؟ 
ومن هنا بدأت الحكاية اللي خلت الرمل الأصفر يطرح دهب أخضر، وخلت العالم كله يبص على الأقصر ويقول:
إزاي مصر قدرت تحول الصحرا للجنة؟


في قلب صحراء الأقصر، بدأت حكاية كبيرة بفكرة بسيطة:
ليه نرمي مية الصرف وإحنا ممكن نستفيد منها؟
ومن هنا طلعت فكرة المعالجة الثلاثية .. مشروع بيحول المية دي لمية نظيفة وآمنة تستخدم في الري، بنظام محسوب ومن غير أي ضرر، كله طبقًا للكود المصري رقم 501.

المشروع ده مش كلام على ورق، ده واقع اتنفذ على الأرض.

في قرية الحبيل لوحدها، اتزرع أكتر من 1860 فدان، اتحولوا لغابة كاملة من الأشجار، زي الكافور والجوجوبا والمورينجا، اللي قيمتها الاقتصادية كبيرة جدًا.

أما صحراء القرنة، اللي كانت أرض ناشفة فاضية، دلوقتي فيها 127 فدان أخضر بيكبروا كل يوم، والشجر بقى بيطرح خير وبيفتح بيوت.

والموضوع ما وقفش على الزراعة وبس
ده كمان خلق فرص شغل حقيقية، خصوصًا للسيدات اللي بقوا بيشتغلوا في جمع الجوجوبا وتقشيرها، وبيكسبوا منها دخل محترم.

النباتات دي بيتعمل منها زيوت ومستحضرات غالية جدًا بتتصدر برا مصر بأسعار كبيرة، يعني مشروع بيخدم البيئة والاقتصاد في نفس الوقت.

محافظ الأقصر، المهندس عبد المطلب عمارة، قال إن الغابات دي مش بس منظر خضرا، دي كمان بتساعد في تصريف مياه الصرف المعالجة وتوفير فرص عمل، والدولة ناوية تتوسع في المشروع سنة بعد سنة.

أما اللواء أحمد رمضان، رئيس شركة مياه الأقصر، وضح إن اللي بيحصل ده جزء من خطة “حياة كريمة”، وإن دلوقتي المحافظة فيها 5 محطات معالجة شغالة، و4 كمان جاهزين يدخلوا الخدمة قريب.

يعني النهارده بقى فيه شبكة كاملة بتخدم آلاف الناس، وبتحول الصحرا لمنطقة إنتاج حقيقية.

محطة المعالجة دي طاقتها التصميمية حوالي 36 ألف متر مكعب في اليوم، وأكتر من 3000 متر مكعب مية بيعاد استخدامها لري الأشجار يوميًا.

الشجر هناك مش عشوائي، كل نوع متختار بعناية عشان يعيش في جو الأقصر الصعب زي النيم، الكايا، الأكاسيا، والتوت.

والنتيجة غابات بتغير شكل المكان، بتنقي الهوا، وبتخلق فرص رزق، وبتواجه الجفاف بأسلوب ذكي ومستدام.

وعشان كده مشروع المعالجة الثلاثية في الأقصر مش مجرد تجربة، ده نموذج مصري لفكرة بسيطة طلعت منها معجزة بيئية حقيقية.

النهارده، الرمل اللي كان ناشف بقى مثمر، والمية اللي كنا بنرميها بقت سر الحياة.
دهب أخضر طالع من أرض كانت عطشانة، وأمل جديد بيكبر وسط الصحراء.

وده دليل إن لما يكون في إرادة وعلم وشغل بضمير، حتى الرمل ممكن يطرح خير.