البحرين تجمع 2.5 مليار دولار من طرح سندات إسلامية وتقليدية وسط طلب مرتفع

نجحت مملكة البحرين في جمع 2.5 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بعد إطلاق طرح سندات من شريحتين، إسلامية وتقليدية، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، في خطوة تعكس استمرار قدرتها على جذب التمويل رغم التحديات الاقتصادية.
تفاصيل الطرح
وباعت البحرين صكوكًا إسلامية لأجل 8 سنوات بقيمة 1.5 مليار دولار بعائد 5.875%، إلى جانب سندات تقليدية لأجل 12 عامًا بقيمة مليار دولار بعائد 6.625%، بحسب بيانات خدمة «آي إف آر» المتخصصة في الدخل الثابت.
وأشار محللون إلى أن الطرح جذب طلبات تجاوزت 8 مليارات دولار عند الإطلاق، ما يعكس قوة الطلب وثقة المستثمرين في أدوات الدين البحرينية، وأتاح ذلك للحكومة تشديد التسعير مقارنة بالتوجيهات السابقة. كما مكن الجمع بين الشريحة الإسلامية والتقليدية البحرين من الوصول إلى قاعدة أوسع من المستثمرين حول العالم، بما في ذلك صناديق الاستثمار الإقليمية والدولية.
مقارنة مع الطرح السابق
يأتي هذا الطرح بعد أن كانت البحرين قد أطلقت سابقًا في 2025 طرح سندات بقيمة 2.5 مليار دولار، لكن الطرح الأخير حقق تسعيرًا أفضل، مما يشير إلى تحسن الثقة النسبي في الأسواق المالية رغم التحديات الاقتصادية المحلية والإقليمية.
العوامل الاقتصادية والمالية
يأتي هذا التمويل في وقت تسعى فيه البحرين إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن الهيدروكربونات نحو قطاعات مثل السياحة والخدمات المالية واللوجستيات، مع الحفاظ على استقرار المالية العامة. ويعد الطرح جزءًا من استراتيجيتها لضمان سيولة كافية لتمويل المشاريع التنموية وتقليل المخاطر المالية، خاصة في ظل انخفاض أسعار النفط الذي ضغط على نمو الاقتصاد والعجز المالي.
ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، حيث عدّلت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال في أبريل 2025 نظرتها المستقبلية للبحرين من «مستقرة» إلى «سلبية» نتيجة استمرار تقلبات السوق وارتفاع الدين العام واتساع العجز وضعف ظروف التمويل، ما قد يزيد من أعباء الفوائد على الحكومة ويؤثر على القدرة التمويلية المستقبلية.
ردود فعل الأسواق
أشاد محللون دوليون بالنجاح الكبير للطرح، معتبرين أنه يعكس قدرة البحرين على جذب طلب عالمي متنوع حتى في بيئة مالية معقدة. وأوضحوا أن هذا التوازن بين الشريحتين الإسلامية والتقليدية يعزز من جاذبية أدوات الدين البحرينية أمام المؤسسات الاستثمارية الباحثة عن أدوات ثابتة العائد وملتزمة بالمعايير الشرعية في الوقت نفسه.
آفاق المستقبل
من المتوقع أن تستمر البحرين في استخدام أسواق الدين لتمويل احتياجاتها التنموية، مع التركيز على استثمارات استراتيجية تدعم تنويع الاقتصاد وتعزيز مصادر الدخل غير النفطي. ويشير الخبراء إلى أن نجاح الطرح الأخير يزيد من قدرة المملكة على التعامل مع التحديات الاقتصادية ويعزز ثقة المستثمرين الإقليميين والدوليين في أدواتها المالية.