استقرار أسعار النفط قبيل اجتماع "أوبك+" وسط زيادة المخزونات الأمريكية
استقرت أسعار النفط العالمية اليوم بعد تراجع حاد بنحو 7% خلال الأسبوع، في ظل ترقب المستثمرين لاجتماع منظمة أوبك+ المقرر عقده في نهاية الأسبوع، والذي قد يشهد قرارات مهمة بشأن إنتاج النفط في نوفمبر المقبل. ويأتي ذلك وسط توقعات بحدوث تخمة في المعروض وزيادة المخزونات العالمية، ما يعكس حالة من الترقب بين الأسواق بشأن اتجاهات العرض والطلب.
تداول خام برنت عند مستوى دون 66 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) حوالي 62 دولارًا للبرميل. ويُعد هذا الاستقرار النسبي بعد انخفاض الأسعار خلال الأسبوع انعكاسًا للتوازن بين المخاوف من زيادة المعروض وتحسن مؤشرات الطلب في بعض الأسواق.
مخزونات النفط الأمريكية ترتفع
أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) بارتفاع مخزونات النفط الخام للمرة الأولى خلال ثلاثة أسابيع، مع زيادة مخزونات البنزين بأكبر وتيرة منذ يونيو الماضي. ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض معدلات تشغيل المصافي، على الأرجح بسبب أعمال الصيانة المجدولة. وقد ساهم هذا الارتفاع في المخزونات في زيادة الضغوط على الأسعار خلال الجلسات الماضية، مع ترقب الأسواق لتطورات الطلب في الولايات المتحدة.
تأثير اجتماع أوبك+
من المتوقع أن يكون اجتماع أوبك+ محورياً في تحديد مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة، وسط توقعات بأن المنظمة قد تعود إلى زيادة الإنتاج لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات أو لتلبية الطلب العالمي. وتشير تحليلات خبراء الطاقة إلى أن أي زيادة في إنتاج أوبك+ ستضع ضغوطًا على الأسعار، خاصة بعد التراجع الكبير في الأسبوع الماضي.
وأكد محللون أن الأسواق تراقب عن كثب موقف الدول الأعضاء الرئيسة في أوبك+، مثل السعودية والإمارات، والتي تتمتع بقدرة إنتاجية كبيرة وقد تؤثر على قرارات السوق بشكل مباشر. ويُنظر إلى الاجتماع القادم على أنه اختبار لقدرة المنظمة على التوازن بين دعم الأسعار وضمان استقرار الإمدادات العالمية.
شحنات كردستان العراق إلى تركيا
على صعيد الإمدادات الإقليمية، من المقرر أن يبدأ ميناء جيهان التركي تحميل أول شحنة نفط من إقليم كردستان العراق منذ عام 2023. ومن المتوقع أن تزيد هذه الشحنة من المعروض في السوق، ما قد يساهم في تعزيز الضغوط على أسعار النفط في الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية.
توقعات المرحلة المقبلة
تتوقع الأسواق استمرار حالة الترقب خلال الأيام المقبلة، حيث يعتمد اتجاه الأسعار على مجموعة من العوامل الأساسية، أبرزها: تطورات اجتماع أوبك+، مستويات المخزونات الأمريكية، معدلات الطلب العالمي، وأعمال الصيانة للمصافي الكبرى. ويُشير خبراء الطاقة إلى أن أي تحركات مفاجئة في هذه المتغيرات قد تؤدي إلى تقلبات حادة في أسعار النفط، مع تأثير مباشر على الأسواق المالية والشركات العاملة في القطاع.
ويظل المستثمرون حذرين، مع متابعة دقيقة لبيانات الإنتاج والاستهلاك العالمية، في ظل توقعات بزيادة الطلب على النفط خلال الربع الأخير من العام، مقابل معروض متقلب قد يضغط على الأسعار.
