قطر تضخ مليارات الدولارات في الساحل الشمالي.. مشروع ضخم جديد يغطي 5 آلاف فدان

تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر تطوراً ملحوظاً في 2025، مع تقدم ملموس في مفاوضات حول استثمارات قطرية تصل إلى 4 مليارات دولار في مشروع سياحي متكامل بمنطقة علم الروم على الساحل الشمالي.
ويأتي هذا المشروع كجزء من حزمة استثمارية أوسع بقيمة 7.5 مليارات دولار، أعلن عنها في أبريل 2025 خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة، ويهدف إلى تعزيز الشراكة الثنائية في قطاعات السياحة قطر تضخ مليارات الدولارات في الساحل الشمالي.. مشروع ضخم جديد على مساحة 5 آلاف فدان
والعقارات، ووفقاً لتصريحات رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب المصري، فخري الفقي، وصلت الصفقة إلى مراحلها النهائية، مع التركيز على نظام "حق الانتفاع" للحفاظ على الملكية العامة للأرض.
ويتوقع أن يساهم هذا الاستثمار في جذب 42 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العام المالي 2025-2026، وسط جهود مصر لسد الفجوة التمويلية وتعزيز احتياطي النقد الأجنبي في ظل التحديات الإقليمية.
ويعد مشروع علم الروم امتداداً لنجاح صفقة رأس الحكمة الإماراتية بقيمة 35 مليار دولار في 2024، التي أحدثت طفرة في الاستثمارات الخليجية في مصر، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية، ينظر إلى هذه الشراكة كدعم حيوي، حيث ستخلق آلاف فرص العمل وتنشط القطاعات المرتبطة بالسياحة، البناء، والخدمات.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل الاستثمارات القطرية في منطقة علم الروم.
تفاصيل مشروع علم الروم القطري في الساحل الشمالي 2025
ويقع مشروع علم الروم في منطقة ساحلية هادئة شرق مدينة مرسى مطروح بحوالي 12 كيلومتراً، وعلى بعد 50 كيلومتراً شرق رأس الحكمة، مما يجعله وجهة مثالية للسياحة العائلية والصيد بفضل شواطئه النقية وطبيعته الخلابة.
وسميت المنطقة نسبة إلى حصن روماني قديم، وستغطي مساحة تصل إلى 60 ألف فدان (حوالي 250 كيلومتراً مربعاً)، بنظام حق الانتفاع الذي يمنح جهاز قطر للاستثمار (QIA) حقوق التطوير مقابل الاستثمار، مع بقاء الملكية للدولة المصرية.
وتشمل الخطط الأولية بناء منتجعات سياحية فاخرة، فنادق عالمية، وحدات سكنية راقية، مراكز تجارية وترفيهية، مرسى لليخوت، ومرافق خدمية متطورة، مع الالتزام بمعايير الاستدامة البيئية والطاقة المتجددة.
والاستثمارات الأولية تبلغ 4 مليارات دولار، تغطي تكاليف البنية التحتية مثل الطرق والكهرباء، بينما تتحمل الحكومة المصرية جزءاً من التنفيذ لتسريع العملية، ومن المتوقع أن يصل الإجمالي إلى 7.5 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث القادمة، مع إمكانية توسعة لتشمل مشاريع في العاصمة الإدارية أو ساحل البحر الأحمر.
وأكد فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة، أن الصفقة وصلت إلى مراحلها النهائية، وستعتمد على حق الانتفاع دون بيع أصول، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية.
كما ناقش رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أغسطس 2025 تفعيل الحزمة، مشدداً على أهمية المشروع كنموذج للتعاون في العقارات.

تطور الاستثمارات القطرية في مصر 2025
وبدأت المفاوضات الرسمية في يونيو 2025، حيث أفادت بلومبرغ بمحادثات متقدمة لاستثمار 3.5 إلى 4 مليارات دولار في مشروع سياحي على الساحل الشمالي.
وفي أبريل 2025، أعلن عن الحزمة الاستثمارية البالغة 7.5 مليارات دولار خلال زيارة السيسي إلى قطر، مع التركيز على تحويل ودائع قطرية في البنك المركزي المصري إلى استثمارات حقيقية.
وشهدت العلاقات تعزيزاً منذ 2024، مع استحواذ قطر على حصص في بنوك مصرية مثل البنك التجاري الدولي، واستثمارات في العقارات.
وفي أغسطس 2025، ناقش مدبولي تفعيل الحزمة مع آل ثاني، مع توقعات بإعلان مشاريع محددة قريباً، وفي سبتمبر 2025، أكدت تقارير تضاعف الاستثمارات القطرية، مما يضع الدوحة في مقدمة المستثمرين الخليجيين.
الفوائد الاقتصادية لاستثمارات قطر في علم الروم
وإذا تم التنفيذ، سيحدث المشروع طفرة في الساحل الشمالي، الذي يجذب ملايين الزوار سنوياً، ومن المتوقع خلق 50 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتنشيط الصناعات المساندة مثل البناء واللوجستيات، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات السياحية بنسبة 20% خلال السنوات الثلاث القادمة، وفقاً لتقديرات وزارة السياحة.
وعلى المستوى الأوسع، يدعم المشروع خفض الدين الخارجي وتعزيز الاحتياطي النقدي، كجزء من جذب 42 مليار دولار استثمارات أجنبية، وبالنسبة لقطر، يمثل تنويعاً لمحفظتها خارج النفط، مع الاستفادة من الاستقرار السياحي المصري.
ويرى الخبراء أن المنفعة متبادلة، تعزز قوة الاقتصاد العربي، لكن التنفيذ يعتمد على الإعلان الرسمي لتحقيق هذه الفوائد.
التأثير على سوق العقارات والسياحة في الساحل الشمالي
ومع تقارير المفاوضات، ارتفعت أسعار العقارات في الساحل الشمالي بنسبة 15% في الأشهر الأخيرة من 2025، مدفوعة بتوقعات التوسع.
ومشاريع مثل فوكا باي تضيف جاذبية، لكن الاستثمار القطري المحتمل يعد الأبرز بحجمه، حيث سيعزز الشواطئ الهادئة في علم الروم ليصبح المنطقة منافساً للوجهات المتوسطية العالمية.
ويمثل الاستثمار القطري في علم الروم نقطة تحول محتملة في التعاون الثنائي، يجمع قوة الاقتصادين لنمو مشترك.