العد التنازلي بدأ.. متى تبدأ محطة الضبعة النووية العمل رسميًا؟
يتقدم مشروع محطة الضبعة النووية بوتيرة متسارعة، وسط تأكيدات رسمية على الالتزام بالجدول الزمني، حيث يعد هذا المشروع، الذي يجرى العمل عليه بتعاون مصري - روسي، أحد أكبر الاستثمارات في الطاقة النظيفة بالمنطقة العربية والأفريقية.
ويتوقع بدء التشغيل الفعلي للوحدة الأولى في عام 2029، مع اكتمال الوحدات الأربعة بحلول 2030.
ويأتي هذا التقرير، من بانكير، ليستعرض التطورات الأخيرة، ليوضح كيف أصبحت الضبعة رمزًا للتنمية المستدامة في مصر.
تاريخ مشروع محطة الضبعة النووية
وبدأت فكرة إنشاء محطة نووية في مصر منذ الثمانينيات، حيث اختير موقع الضبعة في محافظة مطروح كأفضل خيار بعد دراسات دولية، بفضل قربه من البحر المتوسط للتبريد وقلة النشاط الزلزالي، وتوقف المشروع مؤقتًا بعد حادثة تشيرنوبيل، لكنه عاد إلى الحياة في 2015 بتوقيع اتفاقية مع روسيا عبر شركة "روس أتوم"، بقيمة تصل إلى 30 مليار دولار، مع تمويل روسي بنسبة 85%.
والمحطة ستتكون من أربع وحدات بتقنية VVER-1200 الجيل الثالث+، بقدرة إجمالية 4800 ميجاواط، تغطي نحو 10% من احتياجات مصر الكهربائية.
وفي 2025، شهد المشروع تقدمًا ملحوظًا، حيث وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي بروتوكولًا مع روسيا في يوليو لتسريع الإنشاءات، مما يعكس الثقة المتبادلة.
كما أكد نائب رئيس "روس أتوم" أليكسي كونونينكو في أغسطس أن المشروع يعتمد على توطين الصناعة محليًا، مع مشاركة آلاف العمال المصريين.
التقدم الحالي في إنشاء محطة الضبعة النووية
ومع اقتراب نهاية 2025، أصبحت المحطة أكبر مشروع نووي تحت الإنشاء في العالم، حسب تصريحات رئيس هيئة المحطات النووية أمجد الوكيل.
وفي يناير، وصلت أولى المعدات الثقيلة، وفي فبراير، تم تركيب الطبقة الثانية من هيكل الاحتواء الداخلي لوحدة 2، لتصبح أطول مبنى في الموقع بارتفاع 20 مترًا، أما الوحدة 3، فقد بدأت مرحلة الإنشاء الرئيسية في مايو، مع صب الخرسانة الأولى.
وفي أغسطس، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك أن "معظم العمال مصريون، ونحن نبني صناعة جديدة في مصر".
كما حصلت الهيئة النووية المصرية على ترخيص لتخزين الوقود المستنفد في ديسمبر 2024، بعد تفتيش الموقع، مع تخطيط للبدء في البناء في 2025.
وفي سبتمبر، اجتمع وزير الكهرباء محمود عصمت مع رئيس "روس أتوم" لمراجعة الجدول الزمني، مؤكدًا أن المشروع "يسير وفق الخطة".
وهذه الإنجازات ليست فنية فقط، فهي تشمل تدريب 20 ألف متخصص مصري في روسيا، وإنشاء مركز تدريب في الموقع، مما يعزز التوطين ويخلق آلاف الوظائف المباشرة والغير مباشرة.
متى تبدأ محطة الضبعة في إنتاج الكهرباء؟
والسؤال الأبرز متى تصبح جاهزة للعمل الفعلي؟، وستدخل الوحدة الأولى مرحلة الاختبارات في نهاية 2027، وتبدأ التشغيل التجاري في الربع الأول من 2029، كما أكد وزير الكهرباء في تصريح لـ"سبوتنيك".
والوحدات الثلاث الأخرى ستتبع تباعًا، لتصل المحطة إلى كامل طاقتها في 2030، مولدة 37 مليار كيلوواط ساعة سنويًا.
ووصل وعاء المفاعل للوحدة الأولى، ويتم تركيبه في أكتوبر، بينما يصل الثاني في يناير 2026ن وهذا الجدول، الذي تم تعديله في يوليو 2025 لتسريع الإجراءات، يتوافق مع معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، مع التركيز على السلامة بعد فوكوشيما.
والمحطة مصممة لتحمل الضغوط الخارجية، وستوفر 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، مما يعزز الاقتصاد ويقلل الانبعاثات الكربونية، مساهمًا في هدف مصر بـ42% طاقة نظيفة بحلول 2030.
الفوائد الاقتصادية والبيئية لتشغيل محطة الضبعة النووية
وعند التشغيل الفعلي في 2029، ستغير الضبعة وجه الطاقة في مصر، واقتصاديًا، ستخلق 50 ألف وظيفة، وتدعم الصناعات المحلية مثل البتروكيماويات، مع عائد سنوي يصل إلى مليارات الدولارات.
وبيئيًا، ستقلل الاعتماد على الغاز بنسبة 50%، مما يوفر ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون، ويعزز الأمن الطاقي.
كما ستجعل مصر ثاني دولة أفريقية نووية بعد جنوب أفريقيا، مما يعزز موقعها الجيوسياسي، وفي المنطقة، ستكون نموذجًا للتعاون الدولي، كما أشاد الرئيس السيسي في اجتماعاته مع "روس أتوم"
ومع اقتراب نهاية 2025، تؤكد الضبعة أن الطاقة النووية ليست حلمًا، بل واقعًا يقترب، وبدء التشغيل في 2029 ليس مجرد تاريخ، بل بوابة للتنمية، حيث ستغطي احتياجات ملايين المصريين وتدعم أهداف التنمية المستدامة.
