سهم «علي بابا» في هونج كونج يقفز لأعلى مستوى منذ أغسطس 2021
شهد سهم مجموعة «علي بابا» القابضة قفزة جديدة في تعاملات بورصة هونج كونج اليوم، حيث ارتفع بنسبة 2.2% ليصل إلى 177.8 دولار هونج كونجي، وهو المستوى الأعلى منذ أغسطس 2021. ويأتي هذا الأداء ضمن سلسلة مكاسب متواصلة استمرت خمس جلسات متتالية، ما يعكس تجدد ثقة المستثمرين في قدرة عملاق التجارة الإلكترونية والتقنيات السحابية الصيني على تحقيق نمو مستدام في ظل التحولات العالمية نحو الذكاء الاصطناعي.
وفي الأسواق الأمريكية، قفزت شهادات الإيداع الأمريكية لـ«علي بابا» يوم الأربعاء بنسبة 8.2% بعد إعلان الشركة عن شراكة استراتيجية مع شركة «إنفيديا» الأمريكية، الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الكشف عن خطط لتوسيع شبكة مراكز البيانات العالمية، وإطلاق حزمة من المنتجات الجديدة التي تركز على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والحوسبة السحابية. هذه الخطوات اعتُبرت إشارة واضحة إلى رغبة «علي بابا» في تعزيز مكانتها كمنصة عالمية متكاملة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
من جانب آخر، أصدرت مؤسسة «سيتي» الاستثمارية مذكرة أعادت فيها التأكيد على توصيتها بشراء سهم «علي بابا»، مع رفع السعر المستهدف للأسهم المدرجة في الولايات المتحدة من 187 إلى 217 دولاراً، وللأسهم المدرجة في بورصة هونج كونج من 183 إلى 215 دولاراً هونج كونجياً. ووصفت المذكرة سهم «علي بابا» بأنه «رهان قوي على الذكاء الاصطناعي»، مؤكدة أن الشركة تتمتع بميزة تنافسية باعتبارها واحدة من خمس إلى ست منصات سحابية كبرى على مستوى العالم تقدم خدمات ذكاء اصطناعي متكاملة.
وأضافت «سيتي» أن هذه المكانة تمنح «علي بابا» فرصة فريدة للاستفادة من التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمات الحوسبة السحابية سيؤدي إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحسين هوامش الربحية خلال السنوات المقبلة. كما توقعت أن يسهم التوسع في مراكز البيانات العالمية في جذب المزيد من العملاء الدوليين، ما يرفع من قاعدة الإيرادات ويزيد من تنوع مصادر الدخل.
ويأتي هذا الصعود في أسهم «علي بابا» بعد فترة من التحديات التنظيمية والضغوط السوقية التي واجهتها الشركة خلال الأعوام الماضية، والتي أدت إلى تراجع قيمتها السوقية بشكل ملحوظ. غير أن الاستراتيجية الجديدة، القائمة على الاستثمار المكثف في البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي، تعكس رغبة الإدارة في إعادة تموضع الشركة كمحرك رئيسي للتحول الرقمي العالمي، خصوصاً مع تسارع المنافسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «مايكروسوفت» و«أمازون» و«غوغل».
منذ بداية عام 2025، ارتفع سهم «علي بابا» في هونج كونج بنسبة 113.8%، في حين قفزت شهادات الإيداع الأمريكية للشركة بنسبة 109.8%، ما يجعلها واحدة من أبرز الأسهم أداءً في قطاع التكنولوجيا العالمي هذا العام. ويُنظر إلى هذا الأداء الاستثنائي على أنه انعكاس مباشر للتفاؤل المتزايد بقدرة الشركة على استغلال الطلب المتنامي على حلول الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات التجارة الإلكترونية، والخدمات المالية الرقمية، والحوسبة السحابية.
ويرى محللون أن استمرار هذا الزخم مرهون بقدرة «علي بابا» على تنفيذ خططها التوسعية بفعالية، والتكيف مع البيئة التنظيمية في الصين والأسواق الدولية، إضافة إلى الحفاظ على وتيرة الابتكار في منتجاتها وخدماتها. ومع ذلك، فإن المؤشرات الحالية توحي بأن الشركة بصدد الدخول في مرحلة نمو جديدة قد تعيد رسم خريطة المنافسة في قطاع التكنولوجيا العالمي.
