الذهب يواصل الارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي وسط ترقب لخفض الفائدة الأمريكية
سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات الأسبوع الماضي، لتواصل مكاسبها للأسبوع الرابع على التوالي، بعد أن لامست أعلى مستوى تاريخي لها مدفوعة بتوقعات الأسواق بشأن اتجاه البنك الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب يوم 17 سبتمبر الجاري.
أسعار الذهب في السوق المصرية اليوم
على الصعيد المحلي، استقرت أسعار الذهب في التعاملات الصباحية اليوم الأحد، عند المستويات التالية:
عيار 24: 5600 جنيه للجرام
عيار 21: 4900 جنيه للجرام
عيار 18: 4200 جنيه للجرام
الجنيه الذهب: 39,200 جنيه
عوامل الارتفاع العالمية
جاءت المكاسب الأخيرة للذهب مدعومة بعدة عوامل، أبرزها حالة القلق السائدة في الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية. فعلى الرغم من تسجيل بيانات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة خلال أغسطس أكبر ارتفاع شهري لها في سبعة أشهر، وهو ما يعكس ضغوطًا تضخمية قائمة، إلا أن تراجع مؤشرات سوق العمل جعل المستثمرين يركزون بشكل أكبر على ضعف التوظيف باعتباره عاملًا مؤثرًا على قرار الفيدرالي.
وفي هذا السياق، تتوقع الأسواق خفضًا كاملًا بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، مع تراجع الرهانات على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، خصوصًا في ظل الضغوط السياسية المتزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة. وتشير تقارير إلى محاولاته التأثير المباشر على البنك، بما في ذلك سعيه لإقالة بعض الأعضاء مثل ليزا كوك.
التوترات الجيوسياسية تدعم الملاذ الآمن
لم تقتصر محفزات ارتفاع الذهب على توقعات السياسة النقدية فحسب، بل ساهمت التوترات الجيوسياسية أيضًا في تعزيز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن. فاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، عززا من توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر.
توقعات السوق والمستويات المستهدفة
يتوقع محللون أن يواصل الذهب مكاسبه خلال الفترة المقبلة مع استمرار العوامل الداعمة، مرجحين أن تصل الأسعار إلى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل، إذا ما استمرت سياسات التيسير النقدي للفيدرالي بالتزامن مع تدفقات قوية من المستثمرين على الصناديق المدعومة بالذهب.
تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة
أكد مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة بالذهب شهدت تدفقات إيجابية للشهر الثالث على التوالي في أغسطس، بقيادة الصناديق الغربية. حيث اجتذبت تلك الصناديق استثمارات بقيمة 5.51 مليار دولار أمريكي الشهر الماضي، لترتفع الأصول المدارة إلى مستويات قياسية جديدة مع نهاية أغسطس، في حين بلغت أحجام تداول سوق الذهب نحو 290 مليار دولار يوميًا.
رؤية مستقبلية
وبالنظر إلى تراجع ثقة المستثمرين في بعض الأصول الأخرى، يبقى الذهب أحد أهم الأدوات الاستثمارية المفضلة في أوقات التذبذب الاقتصادي والسياسي. ويرى الخبراء أن استمرار ضعف سوق العمل الأمريكي مع بقاء التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيًا سيجعل الفيدرالي مضطرًا للموازنة بين مخاطر الركود والتضخم، وهو ما يصب في صالح استمرار صعود المعدن الأصفر.
