أسواق آسيا تقتفي أثر وول ستريت وسط ترقب خفض الفائدة الأمريكية
شهدت الأسواق الآسيوية اليوم الجمعة ارتفاعات ملحوظة، مقتفية أثر الصعود القياسي لوول ستريت، في وقت تراجعت فيه عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أشهر، وسط ترسيخ توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر منتصف سبتمبر الجاري.
توقعات الفائدة تضغط على الدولار وتدعم الأسهم
جاء التحرك الصعودي في الأسواق مدعوماً بتزايد الرهانات على خفض الفائدة ربع نقطة مئوية، مع تسعير الأسواق بالفعل خفضاً إجمالياً يصل إلى 60 نقطة أساس بنهاية العام الحالي. ورغم انتظار بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي تعد مؤشراً رئيسياً على قوة سوق العمل، فإن مؤشرات التباطؤ الأخيرة دعمت الرؤية بأن الفيدرالي لن يتردد في تبني سياسة نقدية أكثر تيسيراً.
وتراجعت قيمة الدولار الأمريكي قليلاً، متخلياً عن مكاسب محدودة سجلها في اليوم السابق على خلفية بيانات ضعيفة لسوق العمل، فيما استقر الذهب قرب أعلى مستوياته التاريخية فوق 3550 دولاراً للأونصة، مع ميل المستثمرين للتحوط ضد التقلبات.
أداء مؤشرات الأسهم
في آسيا، ارتفع مؤشر نيكاي الياباني ومؤشر تايوان بنسبة 0.8% لكل منهما، ليقتربا من مستويات قياسية، فيما صعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ والأسهم القيادية في الصين القارية بنحو 0.4%. أما السوق الأسترالية فسجلت مكاسب أكثر تواضعاً بلغت 0.3%.
أما في وول ستريت، فقد أغلق مؤشر إس آند بي 500 عند مستوى قياسي جديد مرتفعاً 0.8%، بينما صعد مؤشر ناسداك التكنولوجي 1%، مقترباً من أعلى إغلاق له منذ منتصف أغسطس.
عوائد السندات في تراجع
على صعيد أسواق الدين، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عاماً إلى 4.841% في طوكيو، وهو أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع، فيما هبطت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.153%، ولأجل عامين إلى 3.5816%، وهو أدنى مستوى منذ أربعة أشهر. ويأتي هذا التراجع بعد أسبوع من التقلبات الحادة التي غذتها المخاوف بشأن العجز المالي في الاقتصادات الكبرى من واشنطن إلى بروكسل ولندن وطوكيو، إضافة إلى الاضطرابات السياسية.
سوق الطاقة تحت الضغط
في المقابل، واصلت أسعار النفط تراجعها لليوم الثالث على التوالي، متأثرة بترقب المستثمرين لاجتماع تحالف أوبك+ المقرر يوم الأحد المقبل، والذي سيناقش إمكانية زيادة الإنتاج اعتباراً من أكتوبر. وانخفضت عقود برنت الآجلة 0.3% إلى 66.77 دولاراً للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بالنسبة نفسها إلى 63.29 دولاراً. وعلى مدار ثلاثة أيام، فقد برنت نحو 3.5% وغرب تكساس 3.8%.
مؤشرات سوق العمل الأميركي
توقعات سوق العمل تضيف بعداً جديداً لمشهد الأسواق. إذ تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يضيف 75 ألف وظيفة في أغسطس، مقارنة بـ73 ألفاً في يوليو، وهي مستويات ضعيفة عززت توقعات التيسير النقدي. وكان رئيس الفيدرالي جيروم باول قد لمح في مؤتمر جاكسون هول الشهر الماضي إلى توجه أكثر مرونة في السياسة النقدية لمواجهة الضغوط الاقتصادية.
آفاق المرحلة المقبلة
يرى محللون أن مزيج ارتفاع الأسهم وتراجع السندات والذهب، يعكس ثقة المستثمرين بأن الفيدرالي في طريقه إلى تخفيف السياسة النقدية، ما يوفر دعماً إضافياً للأسواق العالمية. ومع ذلك، يظل تقرير التوظيف المرتقب عاملاً حاسماً قد يعزز أو يضعف هذه التوقعات، خاصة أن الأسواق باتت تسعّر بشكل شبه كامل خفض الفائدة هذا الشهر.
