الخميس 04 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

توقعات خفض الفائدة تعمق خسائر الدولار وسط مخاوف تباطؤ التوظيف

الخميس 04/سبتمبر/2025 - 09:07 ص
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي اليوم الخميس، وسط أسبوع مليء بالتقلبات في الأسواق المالية العالمية، حيث أثارت بيانات ضعف سوق العمل الأمريكية القلق بشأن قوة التوظيف، ما عزز الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيقدم على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه هذا الشهر.

وأظهرت بيانات حكومية صدرت الأربعاء أن عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة انخفض في يوليو إلى أدنى مستوى في عشرة أشهر عند 7.181 مليون وظيفة، في إشارة إلى فتور الطلب على العمالة، رغم استمرار معدلات التسريح عند مستويات منخفضة نسبياً. ويعد هذا التراجع من أبرز المؤشرات على أن سوق العمل يفقد زخمه تدريجياً، الأمر الذي يدعم توجه الفيدرالي نحو التيسير النقدي.

تقرير الوظائف تحت المجهر

تتجه الأنظار حالياً إلى تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي ينظر إليه المستثمرون باعتباره مؤشراً حاسماً لتحديد توجه السياسة النقدية للفيدرالي على المدى القريب. وتشير استطلاعات أولية إلى توقع نمو محدود في التوظيف، ما قد يعزز موقف الداعين إلى خفض الفائدة تدريجياً.

وبحسب بيانات أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة "سي إم إي"، يسعّر المتعاملون احتمالية تقارب 97% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، مقابل 89% فقط قبل أسبوع واحد. كما تشير التقديرات إلى أن إجمالي التخفيضات قد يصل إلى نحو 139 نقطة أساس بحلول نهاية 2026، وهو ما يعكس تغيراً سريعاً في توقعات الأسواق.

أداء العملات الرئيسية

على صعيد أسواق العملات، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – إلى 98.178 نقطة بعد أن فقد نحو 0.17% في الجلسة السابقة. وارتفع اليورو إلى 1.1657 دولار، فيما استقرت العملة البريطانية عند 1.3442 دولار. أما الين الياباني فقد حقق بعض المكاسب ليصل إلى 148.12 مقابل الدولار.

ويرى محللون أن هذه التحركات تعكس فقدان الدولار لجاذبيته كملاذ نقدي في ظل توقعات خفض الفائدة، في وقت تتجه فيه بعض العملات الأخرى، مثل اليورو والين، للاستفادة من هذا التراجع النسبي.

تصريحات الفيدرالي والتوقعات المستقبلية

أكد عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في تصريحات الأربعاء أن ضعف سوق العمل يعزز موقفهم المؤيد لخفض تدريجي في أسعار الفائدة. وقال جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين لدى بنك "آي إن جي"، إن الفيدرالي قد يلجأ إلى ثلاثة تخفيضات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات سبتمبر وأكتوبر وديسمبر، خاصة في ظل غياب أي ضغوط تضخمية قوية من سوق العمل.

تقلبات في أسواق السندات

بالتوازي، شهدت أسواق السندات العالمية تقلبات حادة هذا الأسبوع، حيث ارتفعت العوائد طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ أسابيع، نتيجة المخاوف بشأن الأوضاع المالية في اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان. لكن البيانات الضعيفة وتصريحات مسؤولي الفيدرالي دفعت المستثمرين إلى العودة نحو شراء السندات، ما ساعد على تراجع العوائد مجدداً.

ويترقب المستثمرون أيضاً نتائج مزاد السندات اليابانية لأجل 30 عاماً المقرر عقده اليوم الخميس، والذي يمثل اختباراً حقيقياً لشهية المستثمرين تجاه أدوات الدين طويلة الأجل في ظل بيئة عالمية من الضبابية الاقتصادية.

ضغوط مالية عالمية

ويرى خبراء تحدثوا لوكالة "رويترز" أن استمرار ارتفاع العوائد يعكس ضعف الأوضاع المالية في الاقتصادات الكبرى، حيث تجاوزت نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي حاجز 100% في عدة دول، بالتزامن مع ضغوط اجتماعية وسياسية تعرقل أي خطط لخفض الإنفاق أو زيادة الإيرادات. هذا الوضع يزيد من هشاشة الأسواق المالية ويفرض على البنوك المركزية خيارات صعبة بين دعم النمو وضبط مستويات الدين العام.

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى الدولار تحت ضغط واضح، بينما يترقب المستثمرون بيانات الوظائف المنتظرة باعتبارها العامل الأبرز في تحديد مسار السياسة النقدية الأمريكية في الأشهر المقبلة.