قبل اجتماع الخميس المرتقب.. بانكير ترسم سيناريوهات مستقبل الفايدة فى مصر

يوم الخميس الجاي.. مصر كلها تقريبا هتكون حابسة أنفاسها.. الأنظار كلها هتكون متجهة لمبنى واحد بس.. مبنى البنك المركزي المصري.. يا ترى إيه القرار اللي هيطلع من لجنة السياسات النقدية؟.. هل هنفضل ماشيين بحذر وخوف من التضخم؟.. ولا هنفتح الباب على الآخر للتحفيز والنمو والاستثمار؟ والسؤال الأهم.. هل الفايدة هتنزل؟.. ولو نزلت.. هتنزل نص في المية.. ولا واحد في المية.. ولا ممكن نشوف مفاجأة وتوصل لـ 3% مرة واحدة؟.. القرار ده معناه إيه لفلوسك في البنك.. لقرض شركتك.. لمستقبل الاقتصاد كله في السنة الجاية؟
عشان نجاوب على كل الأسئلة دي.. "بانكير" عمل اللي عليه.. جمعنا آراء 6 من أهم وأتقل الخبراء الاقتصاديين في مصر.. كل واحد فيهم قرأ المشهد بطريقته الخاصة.. والنتيجة كانت معركة توقعات.. بين الحذر الشديد.. والتفاؤل الجريء.
قبل ما نسمع الخبراء قالوا إيه.. لازم الأول نحط المشهد قدامك كامل.. الصورة دلوقتي عاملة زي ما تكون ماشية على حبل.. حبل مشدود بين أخبار حلوة.. ومخاوف جاية في السكة.
الأخبار الحلوة بتقول إن التضخم نزل بشكل حاد جدا.. من أرقام كانت معدية الـ 25%.. وصلنا في يوليو اللي فات لـ 13.9% بس.. واحتياطي الدولار عندنا وصل لأرقام تاريخية عدت الـ 49 مليار دولار.. وسعر الصرف مستقر.. كل ده بيقول للبنك المركزي: "الجو مناسب.. خد قرار جريء.. وخفّض الفايدة عشان العجلة تدور".

لكن على الناحية التانية.. فيه سحابة قلق.. بتقول للبنك المركزي خلي بالك.. الشهور اللي جاية فيها زيادة في أسعار الكهربا.. وفيه رفع كامل للدعم عن المحروقات.. وقانون الإيجارات الجديد كمان ممكن يزود التكاليف.. وكل ده ممكن يولّع موجة تضخم جديدة.. وهنا المعادلة الصعبة.. نخفّض عشان نحفز النمو.. ولا نفضل ثابتين عشان نحافظ على استقرار الأسعار؟
هنا بدأت آراء الخبراء تظهر.. وفريق كبير منهم كان ماشي في منطقة وسط.. منطقة "التخفيض الحذر".. على راسهم الدكتور فخري الفقي.. رئيس خطة وموازنة النواب.. اللي قال لـ"بانكير" إنه بيتوقع تخفيض من 1% لـ 2%.. لكن الأرجح هيكون 1% بس.. عشان نعمل توازن بين دعم مجتمع الأعمال وتشجيع الاستثمار.. وفي نفس الوقت منفتحش الباب على الآخر للتضخم المحتمل.
واتفق معاه الدكتور مصطفى بدرة والدكتور سمير رؤوف.. اللي أكدوا إن تخفيض 1% أو 100 نقطة أساس هو السيناريو الأقرب للمنطق.. والدكتور بدرة ضاف نقطة مهمة جدا.. وهي إن كل 1% تخفيض في الفايدة.. بيوفر على ميزانية الدولة من 40 لـ 50 مليار جنيه.. وده رقم ضخم جدا.
لكن وسط المعسكر الحذر ده.. كان فيه أصوات تانية ليها رأي مختلف تمامًا.
على طرف الحبل.. كانت واقفة الدكتورة يمن الحماقي.. أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس.. واللي كانت بتمثل "معسكر الحذر الشديد".. الدكتورة يمن قالت إنها بتتوقع تخفيض طفيف جدا.. من ربع لنص في المية بالكتير.. وشايفة إن التضخم في مصر مشكلة هيكلية.. مش مجرد مشكلة نقدية.. ووصفت الوضع كأنه "قيادة مركب وسط أمواج عالية".
وعلى الطرف التاني خالص.. كان فيه "معسكر التفاؤل والتحفيز".. واللي قاده الدكتور محمد البهواشي والدكتور مدحت نافع.. الدكتور البهواشي قالها بصراحة.. مرحلة التشديد النقدي انتهت.. وإحنا داخلين على مرحلة "التبشير الاقتصادي"..
وتوقع تخفيض كبير من 2% لـ 3% عشان نجذب استثمارات مباشرة ونعمل صدمة نمو في السوق.. واتفق معاه الدكتور مدحت نافع اللي قال إن التيسير النقدي بقى ضرورة.. وتوقع تخفيض ممكن يوصل لـ 300 نقطة أساس.
فى النهاية.. 6 خبراء.. و 3 معسكرات.. معسكر الأغلبية بيقول تخفيض حذر في حدود 1%.. ومعسكر بيقول نص في المية بالكتير.. ومعسكر تالت بيقول لأ.. ده وقت الجرأة وتخفيض 3%.. والكل مستني يوم الخميس.. القرار اللي هيطلع هيحدد ملامح الاقتصاد المصري لنهاية 2025.. بين منطق الحذر.. وطموح التحفيز.