الألومنيوم يهبط لأدنى مستوى في أكثر من أسبوعين مع توسيع أمريكا الرسوم الجمركية

واصلت أسعار الألومنيوم العالمية تراجعها، اليوم الأربعاء، لتسجل أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوعين، بعد إعلان الولايات المتحدة توسيع نطاق الرسوم الجمركية المفروضة على المعدن ومنتجاته، في خطوة من المتوقع أن تعمّق الضغوط على الأسواق الصناعية العالمية.

ففي بورصة شنغهاي للعقود الآجلة، تراجع عقد الألومنيوم الأكثر تداولًا بنسبة 0.44% إلى 20,500 يوان للطن المتري بحلول الساعة 02:02 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس في وقت سابق مستوى 20,430 يوان، وهو الأدنى منذ 4 أغسطس الجاري. أما في بورصة لندن للمعادن، فقد انخفض الألومنيوم القياسي لعقود ثلاثة أشهر بنسبة 0.16% إلى 2,559.5 دولار للطن، وهو المستوى الأدنى منذ 5 أغسطس.

الصين تبقي على أسعار الفائدة دون تغيير للشهر الثالث على التوالي

ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف بشأن المعروض وتعثر محادثات السلام في أوكرانيا

وجاءت هذه الخسائر بعد إعلان وزارة التجارة الأمريكية، يوم الثلاثاء، أنها سترفع الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم لتشمل أكثر من 400 منتج جديد، من بينها توربينات الرياح والأجهزة المنزلية، مشيرة إلى أن القرار سيطبق حتى على الشحنات التي ما زالت قيد النقل. وبذلك، يرتفع إجمالي المنتجات المشمولة بالرسوم إلى مستوى غير مسبوق، ما يعزز حالة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها.

ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج في الصناعات الأمريكية المعتمدة على الألومنيوم، بما في ذلك قطاعات البناء والطاقة المتجددة والسيارات. وفي المقابل، قد تشكل ضربة للمصدرين الرئيسيين للألومنيوم، وفي مقدمتهم الصين وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، الذين قد يلجأون إلى إجراءات مضادة أو دعم مالي مباشر لمنتجيهم. وكانت كندا قد لوّحت في وقت سابق بتقديم حزم دعم لقطاع الألومنيوم لمواجهة التأثيرات المحتملة لرسوم واشنطن.

في الوقت ذاته، يراقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. إذ يرى محللو بنك ANZ أن خفض الفائدة قد يعزز النمو الاقتصادي العالمي، ما يرفع الطلب على المعادن الصناعية، ويحد من وتيرة التراجعات الأخيرة.

أما في الصين، فقد قرر البنك المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة المرجعية على الإقراض دون تغيير للشهر الثالث على التوالي خلال أغسطس، في إشارة إلى أن السلطات لا تتعجل اتخاذ خطوات تحفيزية واسعة رغم تباطؤ النشاط الاقتصادي. واعتبر خبراء أن هذا الموقف يضيف ضغوطًا إضافية على الطلب الآسيوي على المعادن، خصوصًا الألومنيوم والنحاس.

وبالنسبة لبقية المعادن الصناعية، سجلت الأسعار اتجاهات متباينة. ففي بورصة شنغهاي، تراجع النحاس بنسبة 0.41%، بينما هبط النيكل 0.77%، وخسر الرصاص 0.65%، في حين استقر الزنك دون تغيير يُذكر، وصعد القصدير بنسبة 0.67%. وفي بورصة لندن، فقد النيكل 0.21%، وتراجع الرصاص 0.28%، بينما ارتفع الزنك 0.14%، في حين استقرت أسعار النحاس قرب مستوياتها السابقة.

ويؤكد خبراء المعادن أن استمرار الرسوم الجمركية الأمريكية قد يدفع الأسواق إلى فترة من عدم اليقين، مع احتمالات تزايد تقلبات الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم.