"سوفت بنك" تضخ ملياري دولار في إنتل.. وأمريكا تحافظ على تصنيفها الائتماني

شهدت الأسواق العالمية صباح الثلاثاء سلسلة من التطورات الاقتصادية والجيوسياسية اللافتة، كان أبرزها إعلان وكالة ستاندرد آند بورز تثبيت التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة عند مستوى (AA+/A-1+) مع نظرة مستقبلية مستقرة، إلى جانب استثمار استراتيجي ضخم من مجموعة سوفت بنك اليابانية في شركة إنتل الأمريكية بقيمة ملياري دولار.
التصنيف الائتماني الأمريكي
وأكدت وكالة ستاندرد آند بورز أن القرار يستند إلى التوقعات باستمرار قوة الاقتصاد الأمريكي رغم الضغوط المالية، مشيرة إلى أن إيرادات الرسوم الجمركية الاستثنائية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لا تزال توفر دعماً مؤقتاً لتقليص العجز المالي. ومع ذلك، شددت الوكالة على أن الوضع المالي للولايات المتحدة يبقى نقطة ضعف هيكلية، ما يجعل القدرة على خفض الدين والعجز رهينة للسياسات المستقبلية.
هذا التثبيت جاء في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الحذر، خصوصاً بعد الاضطرابات التي خلّفها «القانون الكبير والجميل» الذي تضمن حزمة إنفاق وضرائب مثيرة للجدل. ويرى محللون أن بقاء التصنيف عند مستواه المرتفع يحافظ على جاذبية السندات الأمريكية للمستثمرين الدوليين.
استثمار استراتيجي في إنتل
على الصعيد التكنولوجي، أعلنت مجموعة سوفت بنك اليابانية عن استثمار جديد في إنتل بقيمة ملياري دولار، لتصبح سادس أكبر مساهم في الشركة بحصة تقارب 2%. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها طوق نجاة لعملاق الرقائق الأمريكي الذي فقد موقعه المتقدم في سباق رقائق الذكاء الاصطناعي أمام منافسين مثل إنفيديا وAMD.
ويأتي هذا الاستثمار في وقت تسعى فيه إنتل لإعادة هيكلة أعمالها وتعزيز قدراتها في تصنيع الرقائق المتقدمة، خصوصاً بعد سلسلة من الإخفاقات التي كبّدتها خسائر في السوق العالمية. ويعكس دخول سوفت بنك، صاحبة الاستثمارات الواسعة في قطاع التكنولوجيا، ثقة متجددة في قدرة إنتل على استعادة مكانتها.
ضغوط على الطاقة المتجددة في الهند
وفي آسيا، أعلنت وزارة الطاقة المتجددة في الهند عن تقليص إنتاج محطات الطاقة الشمسية للحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية ومنع ازدحام خطوط النقل، خصوصاً في ولاية راجستان. وبلغت نسب خفض الإنتاج نحو 48% في ساعات الذروة، ما ألحق بالمنتجين خسائر فاقت 26 مليون دولار منذ أبريل/نيسان الماضي.
وحذرت جمعية منتجي الطاقة المتجددة من أن هذه السياسة قد تُعرقل الجدوى الاقتصادية للمشاريع الجديدة وتحد من تدفق الاستثمارات في قطاعي التخزين والبنية التحتية، وهو ما يثير مخاوف بشأن مستقبل التحول الطاقوي في الهند، رغم كونها من أكبر الأسواق الواعدة للطاقة الشمسية.
توتر في شبه الجزيرة الكورية
وفي تطور جيوسياسي متصل، دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى «التوسع السريع» في القدرات النووية، معتبرًا المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بمثابة «إشعال للحرب». وخلال تفقده المدمرة «تشوي هيون»، أكد أن تحديث الأسطول نحو التكنولوجيا النووية يسير وفق الخطة الموضوعة، في إشارة إلى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
تحركات استثمارية إقليمية
أما على الصعيد العربي، فقد شهدت الرياض توقيع اتفاقية ثنائية بين السعودية وسوريا لتشجيع وحماية الاستثمارات. وتشمل الاتفاقية وضع إطار قانوني يضمن حماية رؤوس الأموال المشتركة، مع التركيز على قطاعات البنية التحتية، الصناعة، السياحة، والخدمات. واعتبر الجانب السوري هذه الخطوة دعماً مباشراً لجهود التعافي الاقتصادي، بينما أكد الجانب السعودي أنها جزء من سياسة المملكة لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي وخلق فرص استثمارية مستدامة.