"سي إس إل" تفصل وحدة اللقاحات وتسرّح 3000 موظف وسط خطة إعادة هيكلة كبرى
أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية الأسترالية سي إس إل CSL، رابع أكبر شركة في البلاد من حيث القيمة السوقية، عن فصل وحدة اللقاحات التابعة لها واستغناء نحو 3 آلاف موظف حول العالم، في إطار خطة لإعادة هيكلة أعمالها وسط ما وصفته الإدارة بـ«تقلبات غير مسبوقة» في الأسواق العالمية.
القرار، الذي أعلن عنه الرئيس التنفيذي للشركة بول ماكنزي يوم الثلاثاء، أثار ردود فعل قوية في الأسواق المالية، حيث تراجعت أسهم الشركة بنحو 15% لتسجل أسوأ أداء يومي منذ سنوات، ما ضغط على المؤشر العام للأسهم الأسترالية الذي انخفض بدوره 0.7%.
تتضمن الخطة إغلاق 22 مركزًا لجمع الدم هذا الشهر، ودمج أنشطة البحث والتطوير، بما يؤدي إلى خفض يصل إلى 15% من العاملين خارج وحدتها الأميركية المتخصصة في البلازما. وتهدف الشركة من وراء هذه الخطوات إلى تبسيط عملياتها، وإعادة توجيه استثماراتها نحو المجالات الأكثر ربحية مثل علاجات البلازما المشتقة من الدم لعلاج الأمراض النادرة.
وأكد ماكنزي أن الشركة تتوقع الانتهاء من عملية فصل وحدة اللقاحات بحلول أوائل عام 2026، مشيرًا إلى أن هذا الفصل سيسمح بتركيز أكبر على الابتكار في مجالات محددة، لكنه لم يفصح عن تقييم مالي للكيان الجديد الذي سينشأ من هذه العملية.
وعلى الرغم من أن الشركة أعلنت عن زيادة في أرباحها السنوية بنسبة 14% بما يتماشى مع توقعات المحللين، إلا أن وحدة اللقاحات سجلت تراجعًا ملحوظًا نتيجة ضعف غير مسبوق في السوق الأميركية، بحسب وصف ماكنزي. وأدى ذلك إلى تعميق الضغوط على نتائج الشركة ودفعها إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية واسعة.
وقالت سي إس إل إنها تتوقع أرباحًا أساسية تتراوح بين 3.45 و3.55 مليار دولار في السنة المالية 2026، وهو ما جاء أدنى قليلًا من توقعات إجماع السوق عند 3.56 مليار دولار، ما أثار مخاوف من تباطؤ نمو الأرباح المستقبلية.
أوضحت الشركة أن خطة إعادة الهيكلة ستوفر ما يصل إلى 550 مليون دولار سنويًا خلال ثلاث سنوات، لكنها في المقابل ستتكبد رسومًا ضريبية استثنائية تصل إلى 770 مليون دولار في السنة المالية الحالية.
كما أعلنت سي إس إل عن برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة 750 مليون دولار أسترالي (ما يعادل نحو 487 مليون دولار أميركي)، إضافة إلى رفع التوزيعات النهائية للمساهمين إلى 1.62 دولار للسهم مقارنة بـ1.45 دولار العام الماضي، في محاولة لطمأنة المستثمرين بشأن متانة مركزها المالي على المدى الطويل.
وفي سياق متصل، طمأن ماكنزي المستثمرين بأن الرسوم الجمركية الجديدة التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها على واردات الأدوية لن تنطبق على منتجات سي إس إل، نظرًا لأن المكونات الفعالة لمنتجاتها تُصنّع داخل الولايات المتحدة، ما يقلل من المخاطر التجارية المحتملة.
ورغم القلق الذي أبداه بعض المحللين بشأن انعكاسات إعادة الهيكلة على نمو الشركة المستقبلي، شدد ماكنزي على أن القرارات الأخيرة ستعيد تشكيل أعمال سي إس إل بما يضمن تعزيز قدرتها التنافسية عالميًا، وتحقيق توازن أفضل بين النمو المستدام والتكاليف التشغيلية.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها واحدة من أضخم عمليات إعادة الهيكلة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا الحيوية الأسترالي في العقد الأخير، حيث تحاول الشركات الكبرى التكيف مع ضغوط السوق، وارتفاع التكاليف، والتقلبات الحادة في الطلب العالمي على العلاجات الحيوية.
