الإثنين 18 أغسطس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
مسئولية مجتمعية

"مودة": برنامج وطني لدعم الشباب المقبل على الزواج للحفاظ على كيان الأسرة المصرية

الإثنين 18/أغسطس/2025 - 01:41 م
برنامج مودة
برنامج مودة

أكدت مستشار وزيرة التضامن الاجتماعي لشؤون الصحة ومديرة برنامج "مودة"، الدكتورة رندا فارس، أن البرنامج يمثل أحد المشروعات القومية الرائدة التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي بهدف دعم الشباب المقبلين على الزواج، من خلال تزويدهم بالمهارات الحياتية والمعارف الأساسية التي تمكنهم من بناء أسرة مستقرة، تسهم في تعزيز تماسك المجتمع المصري.

وأوضحت فارس – في لقاء إعلامي – أن البرنامج يسعى إلى التصدي للتحديات الاجتماعية التي قد تواجه الأزواج الشباب، خاصة ما يتعلق بارتفاع نسب الطلاق المبكر والخلافات الأسرية الناتجة عن غياب الوعي الكافي بحقوق وواجبات كل طرف. وأشارت إلى أن "مودة" يعتمد على مناهج تدريبية متكاملة تتناول عدة محاور أساسية تشمل مهارات التواصل الفعال، إدارة الخلافات، الصحة الإنجابية، والوعي النفسي والاجتماعي.

وأضافت أن البرنامج لا يقتصر على تقديم المعلومات النظرية، بل يعتمد على ورش عمل عملية وتفاعلية تتيح للمشاركين خوض تجارب تحاكي مواقف حياتية حقيقية، مما يساعدهم على اكتساب مهارات واقعية يمكن تطبيقها في حياتهم الزوجية. كما يقدم "مودة" برامج متخصصة للطلاب بالجامعات والمعاهد، باعتبارهم الفئة الأكثر استعدادًا للزواج خلال السنوات المقبلة.

وأكدت مديرة البرنامج أن "مودة" يحرص على التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجامعات المصرية، إضافة إلى الوزارات الشريكة مثل وزارة الصحة والسكان ووزارة الشباب والرياضة، من أجل ضمان تكامل الجهود وتوسيع نطاق الاستفادة. كما أطلقت الوزارة منصات إلكترونية وتطبيقات ذكية لتمكين الشباب من الوصول إلى محتوى البرنامج بسهولة، بما يواكب التحولات الرقمية.

وفي سياق متصل، شددت فارس على أن البرنامج يسعى إلى الحفاظ على كيان الأسرة المصرية من خلال نشر الوعي بأهمية المسؤولية المشتركة بين الزوجين، وتعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل، بما يسهم في تقليل نسب الطلاق ويضمن تنشئة أطفال في بيئة صحية ومستقرة. وأكدت أن الاستثمار في وعي الشباب المقبل على الزواج يعد استثمارًا في مستقبل المجتمع بأسره.

وأشارت إلى أن نتائج المرحلة الأولى من البرنامج أظهرت تجاوبًا كبيرًا من جانب الشباب، حيث أبدى معظم المشاركين اهتمامًا بتطوير مهاراتهم الأسرية، مؤكدة أن الوزارة تعمل حاليًا على توسيع نطاق البرنامج ليشمل جميع المحافظات، مع التركيز على المناطق الريفية والصعيد التي تحتاج إلى مزيد من التوعية.

ويرى خبراء علم الاجتماع أن برنامج "مودة" يعكس توجهًا وطنيًا واضحًا نحو الوقاية من المشكلات الأسرية قبل حدوثها، مؤكدين أن تزويد الشباب بالمعارف اللازمة قبل الزواج يساعد على بناء أسر أكثر استقرارًا، ويقلل من التحديات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بانفصال الأزواج.

ويأتي إطلاق هذا البرنامج في إطار حرص الدولة المصرية على دعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي تضع في مقدمة أولوياتها تعزيز بناء الإنسان المصري، والحفاظ على تماسك الأسرة كركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية.

وفي ختام حديثها، شددت الدكتورة رندا فارس على أن وزارة التضامن الاجتماعي ملتزمة بمواصلة العمل على تطوير "مودة" كبرنامج وطني شامل، مؤكدة أن الهدف الأساسي هو تمكين الشباب من تأسيس حياة أسرية ناجحة تسهم في استقرار المجتمع وتقدمه.