الإثنين 18 أغسطس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

أسواق آسيا تجذب استثمارات أجنبية بـ389 مليون دولار في أسبوع

الإثنين 18/أغسطس/2025 - 12:50 م
أسواق آسيا
أسواق آسيا

شهدت الأسواق الآسيوية تدفقات استثمارية قوية خلال الأسبوع الماضي، حيث واصل المستثمرون الأجانب شراء الأسهم للعام الثاني على التوالي، مسجلين صافي تدفقات بلغ 389.4 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 1.65 مليار رينجيت ماليزي، وذلك بحسب تقرير صادر عن بنك MBSB الماليزي للاستثمار.

وأوضحت الصحيفة الماليزية "ذا ستار" أن هذا الأداء يعكس عودة الثقة التدريجية في أسواق المال الآسيوية بعد فترة من التذبذبات الحادة التي شهدتها في النصف الأول من العام. وأشار التقرير إلى أن التدفقات الأجنبية تركزت بشكل أساسي في بورصات ماليزيا، كوريا الجنوبية، وتايوان، وهي من أكثر الأسواق الجاذبة للاستثمارات نظرًا لقوة قطاعات التكنولوجيا والصناعة والبنية التحتية فيها.

وأكد محللون أن استمرار هذه التدفقات يعكس ثقة المستثمرين في قدرة اقتصادات آسيا على تجاوز التحديات العالمية، خاصة في ظل تباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية الكبرى خلال الفترة المقبلة.

وأوضح بنك MBSB أن ماليزيا سجلت النصيب الأكبر من التدفقات الاستثمارية الجديدة بفضل الأداء الجيد لأسهم الطاقة والتكنولوجيا، إضافة إلى التحسن الملحوظ في مؤشرات البورصة الماليزية التي شهدت ارتفاعًا متواصلًا على مدار الجلسات الأخيرة. كما ساهمت إجراءات الحكومة الماليزية لتعزيز بيئة الاستثمار، ومن بينها الحوافز الضريبية وتبسيط إجراءات تأسيس الشركات، في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وفي كوريا الجنوبية، لاقت أسهم شركات الإلكترونيات والسيارات إقبالًا واسعًا من المستثمرين الأجانب، بينما حققت بورصة تايوان مكاسب قوية مدفوعة بالطلب المتزايد على أشباه الموصلات والمنتجات التكنولوجية عالية القيمة، وهو ما يعكس أهمية هذه القطاعات في دفع عجلة النمو الاقتصادي بالمنطقة.

من جانبه، أشار المحلل المالي تان سوي لي، من بنك MBSB، إلى أن الأسواق الآسيوية مرشحة لاستمرار التدفقات الإيجابية خلال الفترة المقبلة إذا ما استقرت أسعار الفائدة عالميًا وتحسنت مؤشرات التجارة الدولية. وأضاف أن توقعات التعافي في الصين والهند ستظل عاملًا حاسمًا في دعم أسواق المال الإقليمية، خاصة أن هذين الاقتصادين يمثلان محركين أساسيين للنمو في آسيا.

كما لفت التقرير إلى أن تراجع قيمة الدولار الأمريكي أمام العملات الآسيوية خلال الفترة الأخيرة أسهم في تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالعملات المحلية، وهو ما زاد من شهية المستثمرين الأجانب للدخول إلى الأسواق.

وأكد محللون أن هذه التدفقات الاستثمارية تمثل إشارة إيجابية على مرونة الأسواق الآسيوية في مواجهة التباطؤ الاقتصادي العالمي، مشيرين إلى أن استمرار السياسات الحكومية الداعمة، إلى جانب توسع الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، سيضمن للأسواق الآسيوية مكانة متقدمة كوجهة استثمارية خلال السنوات المقبلة.

واعتبر خبراء أن تواصل دخول الاستثمارات الأجنبية يعكس انتقال جزء من رؤوس الأموال العالمية إلى آسيا بحثًا عن فرص نمو أعلى، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الاقتصادات الغربية. وأوضحوا أن الأسواق الآسيوية لم تعد مجرد أسواق ناشئة، بل باتت تشكل محورًا رئيسيًا في النظام المالي العالمي بما تملكه من قدرات إنتاجية وتكنولوجية متطورة.

وبهذا الأداء، تبدو آسيا على موعد مع مرحلة جديدة من الحضور القوي في خريطة الاستثمار العالمي، وهو ما يعزز قدرتها على مواجهة التقلبات الاقتصادية، ويؤكد في الوقت ذاته أن المنطقة لا تزال واحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية جاذبية على مستوى العالم.