تراجع أسعار الغاز الأوروبي لأدنى مستوى في أكثر من 3 أشهر وسط ترقب قمة ترامب وبوتين

سجلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا اليوم الجمعة انخفاضًا ملحوظًا، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وسط حالة من الترقب في الأسواق لاجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق اليوم، والذي قد تكون له انعكاسات على أسواق الطاقة العالمية.
وخلال التعاملات، تراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الهولندية تسليم شهر سبتمبر بنسبة 2.65% لتسجل 31.735 يورو لكل ميجاواط/ساعة، في تمام الساعة 12:04 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة، بعدما لامست 31.685 يورو، وهو المستوى الأدنى منذ أوائل مايو الماضي.
ويأتي هذا الهبوط امتدادًا لموجة تراجعات مستمرة منذ بداية أغسطس، حيث فقدت الأسعار أكثر من 10% من قيمتها حتى الآن، وسط تزايد الضغوط الناتجة عن تباطؤ الطلب، ووفرة المخزونات الأوروبية مع اعتدال درجات الحرارة نسبيًا خلال الصيف الحالي.
ورغم أن عودة إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب تبدو غير مرجحة على المدى القريب حتى في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فإن الأسواق تراقب عن كثب أي مؤشرات قد تصدر عن قمة ترامب وبوتين، سواء فيما يتعلق بتخفيف أو تشديد العقوبات على قطاع الطاقة الروسي.
وتؤكد تقديرات وكالة "بلومبرج" أن رفع العقوبات المفروضة على الغاز الروسي يمكن أن يغير بشكل كبير خريطة الإمدادات العالمية، إذ من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال الروسي إلى 50 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، بزيادة 50% عن مستويات 2024، إذا ما تم السماح بإتمام المشروعات المتوقفة حاليًا بسبب القيود الغربية.
كما تشير التحليلات إلى أن أي انفراج في العلاقات الأمريكية الروسية أو الأوروبية الروسية قد ينعكس سريعًا على أسعار الغاز، سواء عبر تعزيز الإمدادات أو فتح المجال أمام مشاريع جديدة، ما قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على الأسعار في الأسواق الأوروبية.
هذا وتظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي العامل الأبرز في تحديد اتجاهات الأسعار خلال الفترة المقبلة، في ظل ارتباط أسواق الطاقة بشكل مباشر بالتطورات السياسية الدولية، وهو ما يجعل قمة ترامب وبوتين حدثًا ذا أهمية خاصة للمستثمرين وصناع القرار في قطاع الطاقة عالميًا.