فورد تستدعي 41.9 ألف سيارة في الولايات المتحدة بسبب خلل في الكاميرا الخلفية
أعلنت شركة "فورد موتور" عن استدعاء نحو 41.9 ألف سيارة في السوق الأمريكية، بعد اكتشاف خلل فني في كاميرا الرؤية الخلفية قد يؤدي إلى زيادة احتمالات وقوع حوادث. وأوضحت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA)، في بيان رسمي صدر الجمعة، أن العطل يتمثل في عرض الكاميرا الخلفية لصورة مشوشة أو فارغة تمامًا، ما يقلل من قدرة السائقين على رؤية المنطقة الواقعة خلف المركبة بوضوح أثناء الرجوع للخلف.
وأشارت الإدارة إلى أن الخلل الفني قد يؤثر بشكل مباشر على سلامة السائقين والمشاة والمركبات الأخرى، إذ يُعتبر نظام الكاميرا الخلفية أحد أهم عناصر الأمان الإلزامية في السيارات الحديثة، والذي يهدف إلى تقليل الحوادث المرتبطة بالرؤية المحدودة.
ولم تُعلن "فورد" عن وقوع إصابات أو حوادث مؤكدة مرتبطة بهذا الخلل حتى الآن، لكنها أكدت أن عملية الاستدعاء تأتي ضمن إطار التزامها بأعلى معايير السلامة، وحرصها على معالجة أي مشكلات محتملة قبل أن تتسبب في مخاطر على الطرق.
وتشمل عملية الاستدعاء بعض الطرازات المنتَجة خلال السنوات الأخيرة، مع تحديد مواعيد فحص وإصلاح مجانية للعملاء المتأثرين. وستتواصل الشركة مع مالكي السيارات المشمولة بالاستدعاء لتحديد موعد مناسب لاستبدال أو إصلاح الكاميرات المعيبة، على أن تتحمل الشركة كامل التكاليف.
ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من إعلان "فورد" عن استدعاء أكثر من 103 آلاف شاحنة بيك أب من طراز "إف – 150" في الولايات المتحدة، بسبب احتمال تعرض مسامير محور العجلات الخلفية للكسر، ما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على المركبة أثناء القيادة.
ويرى محللون أن توالي عمليات الاستدعاء خلال فترة زمنية قصيرة قد يشير إلى تحديات تواجهها الشركة في مراقبة الجودة والإنتاج، خاصة في ظل المنافسة الشديدة في سوق السيارات الأمريكي، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة في أنظمة القيادة والمساعدة.
وتسعى "فورد" حاليًا لتعزيز ثقة العملاء من خلال تسريع عمليات الصيانة، وتحسين أنظمة فحص الجودة في خطوط الإنتاج، إضافة إلى الاستثمار في تطوير أنظمة أمان أكثر موثوقية. كما تعمل على تعزيز تدريب فرق الصيانة والفحص في وكلائها المعتمدين لضمان معالجة المشكلات بسرعة وكفاءة.
يُذكر أن القوانين الأمريكية تلزم شركات السيارات بإبلاغ الإدارة الوطنية للسلامة المرورية عن أي أعطال قد تؤثر على سلامة القيادة، وإجراء عمليات الاستدعاء دون تحميل العملاء أي أعباء مالية. وتؤكد NHTSA أن تعاون الشركات مع السلطات في هذا الإطار يلعب دورًا رئيسيًا في تقليل معدلات الحوادث، وضمان سلامة مستخدمي الطرق.
وتواصل "فورد" إرسال الإشعارات الرسمية لمالكي السيارات المتأثرة عبر البريد الإلكتروني والبريد العادي، مع توفير أرقام للتواصل وخدمات دعم فني للإجابة عن استفسارات العملاء بشأن تفاصيل العطل، ومواقع مراكز الخدمة المعتمدة القريبة منهم.
بهذه الخطوة، تؤكد الشركة التزامها بحماية عملائها والحفاظ على سلامتهم، رغم التحديات التي تواجهها صناعة السيارات عالميًا، من اضطرابات سلاسل الإمداد، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وضغوط المنافسة في مجالات الابتكار والتقنيات الذكية.
