الخميس 10 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

خلل يهدد سلامة المحرك.. فورد تسحب مئات الآلاف من سياراتها في أمريكا

الخميس 10/يوليو/2025 - 02:40 م
سيارات فورد
سيارات فورد

أثار إعلان شركة فورد موتور عن استدعاء أكثر من 850 ألف سيارة في الولايات المتحدة بسبب خلل مفاجئ في مضخة الوقود منخفضة الضغط تساؤلات كبرى حول سلامة أنظمة التشغيل في السيارات الحديثة، والضغوط التقنية والتشريعية المتزايدة التي تواجهها شركات صناعة السيارات في ظل الاعتماد المتزايد على الأنظمة الميكانيكية والإلكترونية المعقدة.

▪️ الخلل وأبعاده الفنية

بحسب ما أفادت به الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة (NHTSA)، يتمثل الخلل في احتمالية توقف مضخة الوقود عن العمل أثناء القيادة، مما قد يؤدي إلى انطفاء المحرك فجأة دون تحذير، وهو سيناريو يحمل خطورة شديدة، خاصة على الطرق السريعة أو في ظروف القيادة الليلية والشتوية.

توقف المحرك لا يؤدي فقط إلى فقدان الطاقة، بل يُفقد السائق التحكم في أنظمة مساعدة التوجيه والكبح، مما يرفع احتمالية وقوع حوادث خطيرة ويضع سلامة السائقين والركاب في دائرة الخطر.

▪️ الاستدعاء الأكبر منذ سنوات

يمثل هذا الاستدعاء أحد أكبر حملات الصيانة الوقائية التي تطلقها فورد خلال العقد الماضي، ويأتي في سياق سلسلة متواصلة من استدعاءات طالت الشركة بسبب عيوب في أنظمة الفرامل، البطاريات، وحتى وحدات التحكم الإلكتروني.

ويعكس هذا حجم التحديات التي تواجه صناعة السيارات، حيث أصبحت الأنظمة الإلكترونية المعقدة أحد أكثر النقاط ضعفاً في السيارات الحديثة، وخصوصًا مع تسابق الشركات نحو مزيد من الكفاءة الرقمية والاعتمادية الذكية في أنظمة القيادة.

▪️ خلفية تنظيمية وضغوط متصاعدة

يأتي هذا الإجراء استجابةً مباشرة لضغوط تنظيمية وتشريعية من الجهات الرقابية الأمريكية، التي باتت تعتمد على أدوات تحليل بيانات الحوادث والشكاوى الميدانية لرصد الأعطال المتكررة.

ويُعد هذا الاستدعاء مثالاً واضحًا على دور التنظيمات الحكومية في حماية المستهلك وتعزيز معايير السلامة المرورية، وسط مطالبات دائمة بتحسين جودة المكونات الصناعية التي تستوردها الشركات من موردين خارجيين، خصوصًا في آسيا.

▪️ انعكاسات على صورة فورد وسوق السيارات الأمريكي

هذا النوع من الاستدعاءات يؤثر على صورة وثقة المستهلك في العلامة التجارية، ويؤدي في أحيان كثيرة إلى تراجع المبيعات، بل وفتح الباب أمام دعاوى قضائية جماعية من المتضررين.

ورغم أن فورد أكدت استعدادها الكامل لإصلاح العطل دون تحميل المستهلكين أي تكاليف، إلا أن التكلفة التشغيلية والاستراتيجية لمثل هذه الحملات تُقدَّر بمئات الملايين من الدولارات، فضلاً عن الأثر الممتد على خطط التوسع والنمو.

▪️ صناعة السيارات على مفترق طرق

تكشف هذه الأزمة أن صناعة السيارات العالمية باتت على مفترق طرق بين:

  • السعي نحو تطوير تقنيات حديثة أكثر كفاءة وذكاءً،
  • والحفاظ على بساطة وموثوقية النظم التقليدية التي كانت أكثر صلابة في بعض النواحي.

كما أن تصاعد الاعتماد على أنظمة التحكم بالحاسوب والاتصال بالإنترنت يجعل السيارة عُرضةً لمخاطر جديدة، ليس فقط الأعطال، بل الهجمات الإلكترونية والتخريب السيبراني، ما يتطلب إعادة هندسة شاملة للبنية التحتية التكنولوجية في المركبات.

استدعاء فورد لـ850 ألف سيارة هو أكثر من مجرد خطأ تقني، بل هو جرس إنذار لصناعة السيارات العالمية التي تعيش تحديات غير مسبوقة في موثوقية الأنظمة، وتوازن السلامة مع الابتكار. ويتطلب هذا التحدي من الشركات اعتماد سياسات تصنيع أكثر صرامة، وتعاونًا أكبر مع الجهات التنظيمية والمستهلكين للحفاظ على ثقة الأسواق وسلامة الأرواح.