مفيش قطع للكهرباء.. مصر تؤمن احتياجاتها من الغاز الطبيعي لمدة 5 سنوات
أصبحت أزمة قطع الكهرباء في مصر لتخفيف الأحمال أمر مزعج للمصريين خاصة بعدما اتبعت الدولة هذا النظام خلال السنة الماضية لكن هذا العام تسعي الدولة لوضع حل دائم وسريع لعدم العودة لقطع الكهرباء في ظل أرتفاع درجات الحرارة وهو ما كشفه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الذي أكد أن مصر تمتلك الآن منظومة مستقرة تضمن تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي للأربع أو الخمس سنوات المقبلة، بفضل تشغيل سفن التغييز الجديدة بالموانئ المصرية، ما يضمن استمرار تغذية الشبكة القومية بالغاز اللازم لمحطات الكهرباء والصناعة دون انقطاع
خطة الدولة لمواجهة أزمة الكهرباء
وكان رئيس الوزراء كشف في لقاء سابق، أن تجهيز رصيف بحري جديد بالسخنة لاستقبال سفينة التغييز "إنرجوس إسكيمو" بطاقة تصميمية 750 مليون قدم مكعب يوميًا، جاء ليعزز من قدرات مصر على استيراد الغاز المسال وتحويله إلى صورته الغازية وضخه في الشبكة القومية، لتصبح هذه السفينة الثانية بعد "هوج جاليون" التي دخلت الخدمة العام الماضي بنفس القدرة، على أن يتم استقبال سفينة ثالثة الشهر المقبل قادرة على استقبال 85 ناقلة غاز مستورد سنويًا.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن خطة تشغيل سفن التغييز ليست إجراءً طارئًا مرتبطًا بتداعيات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية أو توقف الغاز الإسرائيلي، وإنما جزء من استراتيجية وضعت منذ أكثر من ستة أشهر لضمان أمن الإمدادات، مع التأكيد أن تسييل الغاز حل مؤقت سيتم الاستغناء عنه تدريجيًا مع تعافي وزيادة إنتاج الحقول المصرية.
وأوضح الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة بجامعة الزقازيق والرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، في تصريحات صحفية، أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي انخفض إلى حوالي الثلث، إذ يبلغ الاستهلاك المحلي 6.2 مليار قدم مكعب يوميًا، مقابل إنتاج يتراوح بين 4.1 و4.2 مليار قدم مكعب.
وكشف سلماوي أن ميناء السخنة مجهز حاليًا لاستقبال سفينتي تغييز بقدرة 750 مليون قدم مكعب يوميًا لكل منهما، على أن تنضم سفينة ثالثة في ميناء دمياط قريبًا، لتأمين سعة كافية تغطي أي نقص في الإمدادات المستقبلية.
وأوضح أن الكهرباء تستهلك نحو 55% من الغاز الطبيعي، بكمية تصل إلى 3 مليارات قدم مكعب يوميًا في فترات الذروة بالصيف، فيما تتوزع النسب الأخرى على الصناعات الثقيلة والأسمدة والاستخدامات المنزلية.
وتوقع سلماوي حل أزمة إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء بحلول عام 2028، عبر ثلاثة محاور رئيسية: زيادة الإنتاج المحلي بنحو 1.5 مليار قدم مكعب يوميًا وربط شبكة الغاز المصرية بالحقول القبرصية لإضافة 1.4 مليار قدم مكعب يوميًا، والتوسع في الطاقة المتجددة بإضافة 4 آلاف ميغاوات تخفض استهلاك الغاز.
فيما أكد النائب عبدالباقي تركيا، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن الحكومة التزمت بوعودها بعدم اللجوء لتخفيف الأحمال خلال الصيف الحالي رغم ارتفاع درجات الحرارة، مشددًا على أن سفن التغييز الجديدة تمثل ضمانة لاستدامة التيار الكهربائي وتوفير الغاز للصناعة والكهرباء على السواء.
