إندونيسيا تسعى لتصبح مركزًا عالميًا للطيران الدولي بدعم من البنية التحتية والاستثمار الأجنبي

تسعى إندونيسيا، أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي ودولي لصناعة الطيران، عبر سلسلة من المشاريع الاستراتيجية وتوسيع البنية التحتية وتعزيز الشراكات مع شركات الطيران العالمية، بحسب ما نقلته شبكة "بريكس" الإخبارية عن مسؤولين حكوميين إندونيسيين.
وأبرزت الشبكة تصريحات وكيل وزارة النقل الإندونيسية، الذي أكد أن الحكومة تعكف حاليًا على تطوير 24 مطارًا دوليًا، إلى جانب خطط لزيادة عدد الرحلات الجوية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، بما ينسجم مع النمو المتسارع في قطاع النقل الجوي في البلاد.
وقال المسؤول إن إندونيسيا تمتلك موقعًا جغرافيًا إستراتيجيًا يؤهلها لأن تصبح مركزًا لربط الرحلات الجوية بين قارات آسيا وأستراليا وأفريقيا، مضيفًا أن الحكومة تسعى للاستفادة من هذه الميزة عبر استقطاب استثمارات أجنبية في قطاع الطيران وتحديث البنية التحتية للمطارات.
وأشار إلى أن مطار "سوكارنو هاتا" الدولي في جاكرتا، وهو الأكبر في البلاد، سيشهد توسعات ضخمة خلال الأعوام المقبلة لرفع طاقته الاستيعابية إلى أكثر من 100 مليون مسافر سنويًا، ليصبح من بين أكبر مطارات العالم. كما يجري تطوير عدد من المطارات في جزيرتي "بالي" و"سولاويزي" لدعم السياحة والتجارة.
وتأتي هذه الخطط في وقت تسعى فيه إندونيسيا للتعافي الكامل من تداعيات جائحة كورونا التي أثّرت بشدة على قطاع الطيران العالمي، إذ تشير البيانات الرسمية إلى أن عدد المسافرين المحليين والدوليين ارتفع بنسبة 45% خلال النصف الأول من عام 2025 مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأشارت شبكة "بريكس" إلى أن الحكومة الإندونيسية تعمل بالتعاون مع شركات طيران وطنية ودولية، مثل "جارودا إندونيسيا" و"ليون إير"، لتوسيع شبكاتها وتوفير خطوط جديدة إلى أسواق لم تكن مخدومة من قبل، بما في ذلك وجهات في أفريقيا والشرق الأوسط.
كما تسعى جاكرتا لتطوير الكفاءات البشرية من خلال إنشاء مراكز تدريب متخصصة لتأهيل الطيارين وطاقم الطائرات والمهندسين وفق أعلى المعايير الدولية، في محاولة لتعزيز تنافسية البلاد في سوق الطيران العالمية.
وأكد وكيل وزارة النقل أن بلاده تستهدف جذب أكثر من 150 مليون مسافر بحلول عام 2030، وأنها تعوّل على السياحة والطيران منخفض التكلفة كقاطرتين أساسيتين لتحقيق هذا الهدف. كما تسعى لتقليل الاعتماد على المطارات الكبرى فقط عبر تطوير مطارات إقليمية لتوزيع الحركة الجوية بشكل أكثر كفاءة.
ورغم التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف الوقود وتقلبات الاقتصاد العالمي، يظل قطاع الطيران في إندونيسيا أحد أبرز القطاعات الواعدة، إذ يمثل حوالي 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفّر ملايين الوظائف المباشرة وغير المباشرة، بحسب بيانات البنك المركزي الإندونيسي.