"الوزراء": تحويل مستشفى الخارجة إلى جامعي لخدمة طلاب الطب وتيسير التدريب الإكلينيكي

وافق مجلس الوزراء، خلال اجتماعه الأسبوعي الثاني والخمسين برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على مشروع قرار ينص على نقل تبعية مستشفى الخارجة، والتابع حاليًا لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة والسكان، إلى كلية الطب بجامعة الوادي الجديد، ليصبح مستشفىً جامعيًا تعليميًا يخدم أغراض التدريب والبحث العلمي والتعليم الطبي.
ويأتي هذا القرار في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز البنية التحتية للتعليم الطبي، وتحقيق التكامل بين قطاعي الصحة والتعليم العالي، بما يسهم في تحسين جودة تدريب طلاب كليات الطب في المحافظات النائية، وتخفيف الأعباء اللوجستية عنهم، خاصةً في ظل الاعتماد المتزايد على التدريب العملي كجزء أساسي من تأهيل الكوادر الطبية.
وأوضح مجلس الوزراء، في بيان رسمي، أن القرار يهدف إلى تيسير التدريب الإكلينيكي والعلمي لطلاب كلية الطب بجامعة الوادي الجديد، عبر توفير مستشفى جامعي محلي في مدينة الخارجة، بدلاً من اضطرار الطلاب للتنقل إلى محافظة أسيوط للتدريب في المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة أسيوط، الأمر الذي كان يمثل عبئًا ماديًا ومعنويًا على الطلاب وأسرهم.
ويُعد مستشفى الخارجة أحد المستشفيات المركزية الهامة في المحافظة، ويضم عددًا من التخصصات الطبية التي تؤهله لأداء الدور الجامعي المطلوب، لا سيما مع إمكانية رفع كفاءته وتطوير أقسامه بما يتماشى مع المعايير الأكاديمية المطلوبة للتدريب الطبي الجامعي. وسيتم التنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم العالي في هذا الصدد لضمان سلاسة عملية النقل، وتوفير الإمكانات البشرية والفنية اللازمة للمستشفى بعد ضمه إلى الجامعة.
من جانبهم، ثمّن مسؤولو جامعة الوادي الجديد قرار مجلس الوزراء، مؤكدين أن وجود مستشفى جامعي تابع للجامعة يُعد من المقومات الأساسية لاستقلالية كلية الطب، واعتمادها أكاديميًا بشكل كامل، خاصة وأن الكلية حديثة النشأة وتستهدف تخريج دفعات مؤهلة تلبي احتياجات القطاع الصحي في جنوب الصعيد والمناطق الحدودية.
كما يأتي القرار متماشيًا مع سياسة الدولة في اللامركزية وتحقيق العدالة الصحية والتعليمية، من خلال توفير الخدمات الأساسية في المحافظات البعيدة عن العاصمة، وتقليل الاعتماد على المؤسسات المركزية. ويُتوقع أن يسهم وجود المستشفى الجامعي في تحسين الخدمات الصحية المقدمة لأهالي الوادي الجديد، عبر دمج الجانب الأكاديمي بالعملي، واستقطاب الكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية للتدريس والعمل في المحافظة.
ويُشار إلى أن القرار يندرج ضمن سلسلة من الخطوات الحكومية المتواصلة لدعم التعليم العالي في التخصصات الطبية، وتطوير البنية التحتية للكليات المنشأة حديثًا، والتي تتطلب مستشفيات تعليمية كمكون أساسي ضمن منظومة التدريب الطبي المتكاملة.