كوريا الجنوبية تسجل أعلى مستوى لاحتياطي النقد الأجنبي منذ يناير بفضل مكاسب الأصول الخارجية

أعلن بنك كوريا المركزي أن احتياطي النقد الأجنبي للبلاد ارتفع إلى 410 مليارات دولار أمريكي بنهاية شهر يونيو، مسجلًا زيادة بقيمة 5.61 مليارات دولار مقارنة بمايو، ليصل بذلك إلى أعلى مستوى له منذ يناير الماضي، في مؤشر يعكس تحسّن الوضع المالي الخارجي لكوريا الجنوبية.
وأوضح البنك، في بيانه الصادر اليوم، أن هذا الارتفاع يعود في معظمه إلى ارتفاع قيمة الأصول الخارجية المقومة بعملات غير الدولار، نتيجة ضعف الدولار الأميركي خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى عوائد الاستثمار على الأصول الأجنبية التي تديرها السلطات النقدية الكورية.
أهمية الاحتياطي في ظل التحديات الاقتصادية
ويُعد هذا الارتفاع في الاحتياطي خطوة إيجابية في وقت تواجه فيه كوريا الجنوبية ضغوطًا خارجية متعددة، من بينها تقلبات أسواق الصرف العالمية، وتراجع الصادرات الصناعية، والمخاطر الجيوسياسية الإقليمية، إذ يوفر الاحتياطي النقدي شبكة أمان قوية أمام أي صدمات اقتصادية أو ضغوط تمويل خارجي محتملة.
ويمثل احتياطي النقد الأجنبي – الذي يشمل الأرصدة من العملات الأجنبية، والذهب، وحقوق السحب الخاصة (SDRs)، ووضعية كوريا لدى صندوق النقد الدولي – مؤشرًا رئيسيًا على قدرة البلاد على الوفاء بالتزاماتها الخارجية والحفاظ على استقرار العملة الوطنية (الوون).
السياق الإقليمي والدولي
وتأتي هذه البيانات في وقت تتجه فيه عدة اقتصادات ناشئة إلى تعزيز احتياطياتها النقدية لمواجهة تقلبات أسعار الفائدة العالمية والسياسات النقدية المتغيرة في الاقتصادات الكبرى، لا سيما مع اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من تعديل محتمل في أسعار الفائدة.
وفي هذا الإطار، تواصل كوريا الجنوبية اتباع سياسة نقدية متوازنة، مع الحرص على تعزيز السيولة الأجنبية وتخفيف الاعتماد على التمويل قصير الأجل، بما يعزز استقرار الاقتصاد الكلي في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.