الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

ريفيز: بريطانيا ملاذ آمن للاستثمار العالمي في ظل تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية

الثلاثاء 17/يونيو/2025 - 03:53 م
وزيرة الخزانة البريطانية
وزيرة الخزانة البريطانية ريتشيل ريفز

في وقت تتصاعد فيه التحديات الجيوسياسية وتزداد فيه حالة الضبابية في الأسواق العالمية، أكدت وزيرة الخزانة البريطانية، ريتشل ريفز، أن المملكة المتحدة تسعى إلى ترسيخ مكانتها كـ"واحة استقرار" للاستثمارات الدولية، مشيرة إلى أن لندن ما تزال تمتلك ما يكفي من المقومات التي تؤهلها للعب هذا الدور رغم التقلبات العالمية.

جاء ذلك خلال مشاركتها في منتدى استثماري دولي يعقد في العاصمة البريطانية، بمشاركة نخبة من صناع السياسات الاقتصادية وكبرى المؤسسات المالية العالمية، حيث شددت ريفز على أهمية استعادة الثقة بالاقتصاد البريطاني، لافتة إلى أن بريطانيا، رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي وتحديات ما بعد "بريكست"، لا تزال تقدم بيئة تنظيمية ومؤسسية قوية، تجذب رؤوس الأموال الباحثة عن ملاذات مستقرة ومستدامة.

وأضافت: "نحن ندرك حجم التحديات العالمية، من التباطؤ الاقتصادي، إلى النزاعات الإقليمية وتغير المناخ، لكننا نؤمن أن بريطانيا بمؤسساتها المستقلة ونظامها المالي الرصين قادرة على أن تمثل منصة آمنة للاستثمارات طويلة الأجل".

رسالة إلى الأسواق الدولية: ثقة واستقرار

تحمل تصريحات وزيرة الخزانة دلالات تتجاوز الطمأنة المحلية، إذ تأتي في لحظة فارقة تتسم بتذبذب الأسواق، نتيجة تباطؤ النمو في منطقة اليورو، والحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، وتداعيات الصراع في الشرق الأوسط، لا سيما بين إيران والكيان الصهيوني، وما له من تأثير مباشر على أسعار الطاقة العالمية.

ويُقرأ حديث ريفز على أنه محاولة لإعادة تموضع بريطانيا في الساحة الاقتصادية الدولية بعد سنوات من حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي التي صاحبت البريكست، وخصوصًا في ظل ازدياد التنافس بين العواصم المالية العالمية، مثل فرانكفورت، وباريس، ودبي، لجذب رؤوس الأموال.

استراتيجية ما بعد البريكست: اقتصاد منفتح ونظام ضريبي منافس

تسعى الحكومة البريطانية، وفق ما أفادت به ريفز، إلى تعزيز تنافسية الاقتصاد من خلال دعم الابتكار، وتوسيع الاستثمارات في الصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الأخضر، والتكنولوجيا الحيوية، إضافة إلى تحسين نظام الضرائب على الشركات، وتبسيط الإجراءات للمستثمرين الأجانب، وهو ما يمثل ركيزة في خطة الحكومة للتحول نحو اقتصاد قائم على الإنتاجية العالية والاستثمارات المستدامة.

كما لمحت ريفز إلى دور لندن كمركز مالي عالمي، مشيرة إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز مرونة النظام المالي وتطوير البنية التشريعية بما يتماشى مع المعايير الدولية، دون التفريط في جاذبيته التنافسية مقارنة بنظرائه.

التحليل: رسائل ضمنية وسط عاصفة جيوسياسية

يرى مراقبون أن خطاب وزيرة الخزانة لا يخلو من رسائل سياسية إلى الأسواق الدولية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من "اللايقين"، ناتجة عن التوترات في الشرق الأوسط، والتغيرات المناخية، وتقلبات أسعار الطاقة، بالإضافة إلى انتخابات مرتقبة في العديد من الدول الكبرى والتي قد تؤثر على السياسات الاقتصادية العالمية.

وتأتي هذه الرسائل في وقت حساس، حيث تزداد موجات خروج الاستثمارات من الأسواق الناشئة، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة، وتراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، مما يجعل دعوة ريفز إلى اعتبار بريطانيا "واحة مستقرة" بمثابة محاولة لاقتناص الفرص في ظل انكفاء رؤوس الأموال على الأسواق الآمنة.