مفاجأة مصر لصندوق النقد.. هل يفعلها السيسي ويخلصنا؟

فيه تحركات ومفاوضات شاقة بتحصل في الكواليس بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي.. ومصر بتحاول توصل لتفاهمات مع مسئولي الصندوق عشان يتم تحديد معاد للمراجعة الأولى لبرنامج الإصلاح الاقتصادي اللى بتنفذه الحكومة واللى هيتبعها صرف الشريحة التانية من قرض ال 3 مليار اللى مصر اتفقت عليه مع الصندوق في شهر 12 اللى فات.. بس يا ترى مصر هتعمل ايه لو صندوق النقد صمم على موقفه وأصر على تعويم الجنيه قبل ما ييجي يعمل المراجعة؟ وهل عندنا بدايل تانية في معركتنا مع الصندوق؟ 

كان من المفروض بعثة صندوق النقد توصل مصر خلال الأيام الجاية وتحديدا قبل نهاية شهر سبتمبر عشان تعمل المراجعة المنتظرة واللى كانت المفروض أصلا تحصل في شهر مارس اللى فات، لكن لحد دلوقتى ووفقا لتسريبات شبه رسمية مفيش زيارة هتتم الشهر ده ، لأن المسئولين في صندوق النقد مصممين على ان الحكومة المصرية تخفض قيمة الجنيه من جديد وشايفين ان العملة المصرية مقيمة بأعلى من سعرها العادل قدام العملات الأجنبية وبيدللوا على كلامهم بان سعر الدولار في السوق السودا بيتم تداوله قرب ال 40 جنيه على الرغم من ان سعره في البنوك مستقر تقريبا بقاله حوالى 6 شهور وفيه فجوة كبيرة بين السعرين وفقا لوجهة نظر الصندوق بتعكس السعر العادل للجنيه.
في الوقت اللى الحكومة شايفة فيه ان الجنيه مقيم بأقل من سعره بسبب أزمة نقص العملة الأجنبية وان مع نجاحها في توفير سيولة دولارية الجنيه هيسترد كتير من قيمته أمام الدولار والعملات الأجنبية التانية ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي طلع بنفسه وأكد ان العملة المصرية مقيمة بأقل من سعرها الحقيقي.. وده اللى مخلى الحكومة مصممة على موقفها ورافضة تعمل اى تخفيض جديد في قيمة الجنيه.
طب الخلاف بين مصر والصندوق هل ممكن يتحل ولا يحصل صدام ؟ 
فيه محاولات لتقريب وجهات النظر وان الصندوق يتفهم الظروف الصعبة اللى بيمر بيها لاقتصاد المصري والتوقعات بتقول ان بعثة الصندوق ممكن توصل مصر قبل نهاية 2023 وممكن تعمل المرجعة الأول والتانية مرة واحدة ومصر تحصل على شريحتين من القرض بثيمة تقترب من ال 700 مليون دولار لكن أصحاب التوقع ده بيقولوا ان ده لو حصل هيصاحبه تحريك في سعر الصرف لكن مش هيكون تحريك كبير يعنى ممكن سعر الدولار في البنوك يوصل لحدود 33 او 34 جنيه في البنوك عشان يقلل الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السودا. 
طب لو الصندوق نشف دماغه ورفض يبعت البعثة بتاعته ؟ 
مصر شغالة على بدايل تانية ولو فاكرين الرئيس السيسي لما أتكلم على أزمة نقص الدولار في مصر شاور على الموضوع ده وقال ان مصر بتطبق سعر صرف مرن لكن لو ده هيضر الناس ويأثر على حياتهم فمصر مش هتعمله حتى لو ده هيتعارض مع شروط حصول مصر على قرض الصندوق.. يعنى معنى كلام الرئيس ان مصر ممكن ما تنفذش طلبات الصندوق لو هتخلى الأسعار هترتفع والأعباء هتزيد على الناس

ولو لاحظتوا مصر في الفترة الأخيرة شغالة على برنامج طروحات كبير بيتضمن بيع اسهم في شركات مملوة للدولة لمستثمرين عرب وأجانب والغرض من البرنامج توفير سيولة دولارية تخلى مصر مش محطوطة تحت رحمة صندوق النقد وتوفرلها النقد الأجنبي اللى محتاجاه لسداد التزاماتها الخارجية وكمان فاتورة الاستيراد الكبيرة وفعلا مصر خدت خطوات مهمة في الاتجاه ده وجمعت في شهر يونيو اللى فات 2 مليار دولار من بيع بعض الشركات وفى اليومين اللى فاتوا أعلنت عن جمع حوالى 700 مليون دولار من بيع 30% من اسهم الشركة الشرقية للدخان لشركة إماراتية والمفروض خلال الشهور الجاية هيتم بيع بعض الشركات المهمة واللى هتوفر مليارات الدولارات وتخلى مصر في موقف تفاوض قوى مع مسئولين الصندوق. 
وممكن مصر كمان تعلن استغنائها عن التعامل مع الصندوق لو قدرت تنفذ كام خطوة مهمة زي زيادة الصادرات والوصول بيها الى 100 مليار دولار سنويا وكمان تعظيم عوائد السياحة واللى متوقع تدخل السنة دي 15 مليار دولار بالإضافة كمان لعوايد قناة السويس اللى بتشهد نمو ملحوظ وفى اخر إحصائية وصلت الى حوالى 10 مليار دولار في ال كام شهر من 2023 .