الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

عمرو عامر يكتب..11—11 دعوة في الباطل

الخميس 10/نوفمبر/2022 - 08:43 م
الكاتب الصحفي عمرو
الكاتب الصحفي عمرو عامر


في الصبا حيث المرح والضحكة باتساع الفضاء، ترهقنا الفراشات وتهرب للغيطان الممتدة على طول النيل.. في الجناين يرقص حلمنا العريض.. وفي الليل نتحسس جدران بيتنا حيث الطمأنينة والسكون ولا شيء يشوه صفاء الطفولة.. الاستيقاظ مبكرا وفرحة الانطلاق إلى المدرسة وتحية العلم والسلام على الوطن.. حينما كبرنا كبرت المعاني، وصار العلم غطاء شرفنا وأصبح الوطن حلما يتسع في عيوننا.. في القرآن الكريم علمنا أن اسمه "مصر" وفي واديه المقدس تجلى رب العزة وفي طرقاته لجأ موكب المسيح وعذراه طلبا للأمن، وقال محمدنا الكريم مصر كنانة الله في أرضه من أراداها بسوء قصمه الله.

في الحصة الأولى قال معلمنا إن درسنا الأول أن تزيل قلبك وترسم بدلا منه وطنا من كبرياء، عظيم الشأن مهاب الركن عريق بعراقة الأولين..
قال لنا معلمنا إن الوطن من الله، وأن تنهشك الوحوش خير من أن تنام بلا بيت كبير.. وطن بحجم حلم.. يفيض ولا يضيق.
عظّم الله الأوطان ولعن الفتنة النائمة ومن يوقظها، آلا يتعلمون التاريخ.. آلا يقرأون كتب الأقدمين أن مصر محفوظة من فوق سماوات سبع.. لا فتنة أرادوها إلا أطفئها الله.. 
يظن شياطين الإنس وتجار الدين والغلو والتطرف والمنافقين أنهم قادرون على تغيير الأقدار ويريدونها أرضا محروقة ووطنا ينعي نفسه.. يردوننا لاجئين في مخيمات الأتراك نغمس الخبز بالذل ونبتلع مع الماء إهانة التغريب.. يردوننا حفاة عراة في جبال الثلج وحدائق أوروبا العامة.. يردوننا شخاذين في نواصي الدول.. يردوننا بلا جواز سفر.. يردوننا أن نسلم أطفالنا عند أقرب نقطة حدود لتربيهم دور الرعاية وتغير هويتهم وتمسخ مصريتهم..
في دين الإخوان لا مكان لوطن فـ «طز في مصر» هي شعارهم، والأقربون أولى بالشعب، الكل عندهم مسوخ وخونة إلا من دخل في عهد السمع والطاعة .. مرشدهم نصف إله.. وجماعتهم هي «أم القرى».. حينما سنحت لهم الفرصة قتلوا وغدرو وأحرقوا ووزعوا الملوتوف والرصاص على تجمعات المصريين ومنحوهم الزيت مغمسا بالدم والإهانة .. فلا كرامة لمصري في بلده.. سكن الأغراب وعبروا الحدود وأقيمت لهم الموائد والاحتفالات بينما سقط جنودنا غدرا على يد أذرعتهم المسلحة.. رهنوا الجثث بالمواقف.. وزعوا الرعب على الجميع.. أحرقوا الكنائس والمساجد والمواقف والأقسام والكمائن، كفنوا مصر في سرداقات كبيرة ورفضوا أن يصلى عليها..
ما أبغضكم من جماعة وما أشركم من دعاة حرب وفتنة وخراب.. قاتلكم الله وقبح ما دعوتم له من سفك دماء وخروج وعصيان.. منافقين في الحق.. وعصاة في الفرض وحاقدين حاسدين تنفث نفوسكم الغل نفثا.. لكن الله لا يصلح عمل المفسدين..